268

Les Deux Jardins dans les nouvelles des deux états Nureddin et Saladin

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Chercheur

إبراهيم الزيبق

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

بيروت

بِهِ وخدمه خاصّبك خدمَة عَظِيمَة فَلَمَّا كَانَ الْغَد دخل عَلَيْهِ خاصبك فَقتله مُحَمَّد وَألقى رَأسه إِلَى أَصْحَابه فَتَفَرَّقُوا وَاسْتقر مُحَمَّد وَثبتت قدمه وَاسْتولى على بِلَاد الْجَبَل جَمِيعهَا وَكَانَ قتل خاصبك سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَبَقِي مطروحا حَتَّى أَكلته الْكلاب وَكَانَ ابْتِدَاء أمره أَنه كَانَ من بعض أَوْلَاد التركمان فخدم السُّلْطَان فَمَال إِلَيْهِ وَقدمه حَتَّى فاق سَائِر الْأُمَرَاء وَاسْتولى على أَكثر الْبِلَاد وَهُوَ كَانَ السَّبَب فِي أَكثر الْحَوَادِث الشاغلة للسُّلْطَان مَسْعُود فَإِن الْأُمَرَاء الأكابر كَانُوا يأنفون من اتّباعه لما كَانَ يُقابلهم بِهِ من الهوان والاحتشام عَلَيْهِم وَذكر الْوَزير يحيى بن هُبَيْرَة فِي = كتاب الإفصاح = أَنه لما تطاول على الْخَلِيفَة المقتفي أَصْحَاب مَسْعُود وأساؤوا الْأَدَب وَلم يُمكن المجاهرة بالمحاربة اتّفق الرأى على الدُّعَاء على مَسْعُود بن مُحَمَّد شهرا كَمَا دَعَا رَسُول الله ﷺ على رعل وذكوان شهرا فابتدأ هُوَ والخليفة سِرّا كل وَاحِد فِي مَوْضِعه يَدْعُو سحرًا من لَيْلَة تسع وَعشْرين من جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس مئة وَاسْتمرّ الْأَمر على ذَلِك كل لَيْلَة فَلَمَّا كَانَ لَيْلَة تسع وَعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة كَانَ موت مَسْعُود على سَرِيره لم يزدْ عَن الشَّهْر

1 / 287