228

Les Deux Jardins dans les nouvelles des deux états Nureddin et Saladin

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Chercheur

إبراهيم الزيبق

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

بيروت

فَأَخَذُوهُ أَسِيرًا فصانعهم على مَال بذله لَهُم فرغبوا فِيهِ وأجابوه إِلَى ذَلِك وأخفوا أمره عَن نور الدّين
فَأرْسل جوسلين فِي إِحْضَار المَال فَأتى بعض التركمان إِلَى نَائِب نور الدّين بحلب فَأعلمهُ الْحَال فسير مَعَه عسكرا أخذُوا جوسلين من التركمان قهرا وَكَانَ نور الدّين حِينَئِذٍ بحمص وَكَانَ أسره من اعظم الْفتُوح على الْمُسلمين فَإِنَّهُ كَانَ شَيْطَانا عاتيا من شياطين الفرنج شَدِيد الْعَدَاوَة للْمُسلمين وَكَانَ هُوَ يتَقَدَّم على الفرنج فِي حروبهم لما يعلمُونَ من شجاعته وجودة رَأْيه وَشدَّة عداوته للملة الإسلامية وقسوة قلبه على أَهلهَا
وَأُصِيبَتْ النَّصْرَانِيَّة كَافَّة بأسره وعظمت الْمُصِيبَة عَلَيْهِم بفقده وخلت بِلَادهمْ من حاميها وثغورهم من حافظها وَسَهل أَمرهم على الْمُسلمين بعده
وَكَانَ كثير الْغدر وَالْمَكْر لَا يقف على يَمِين وَلَا يَفِي بِعَهْد
طالما صَالحه نور الدّين وهادنه فَإِذا أَمن جَانِبه بالعهود والمواثيق نكث وغدر فَلَقِيَهُ غدره وحاق بِهِ مكره ﴿وَلَا يَحِيق الْمَكْر السيء إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾ فَلَمَّا أسر تيَسّر فتح كثير من بِلَادهمْ وقلاعهم فَمِنْهَا عين تَابَ وعزاز وقورس والراوندان وحصن البارة وتل خَالِد وَكفر لاثا وَكفر سود وحصن بسرفوث بجبل بني عليم ودلوك ومرعش ونهر الْجَوْز وبرج الرصاص
قَالَ وَكَانَ نور الدّين ﵀ إِذا فتح حصنا لَا يرحل عَنهُ حَتَّى يملأه رجَالًا وذخائر تكفيه عشر سِنِين خوفًا من نصْرَة تتجدد للفرنج على الْمُسلمين فَتكون الْحُصُون مستعدة غير محتاجة إِلَى شَيْء وَقَالَ الشُّعَرَاء فِي

1 / 247