Les Deux Jardins dans les nouvelles des deux états Nureddin et Saladin

Abu Shama d. 665 AH
138

Les Deux Jardins dans les nouvelles des deux états Nureddin et Saladin

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Chercheur

إبراهيم الزيبق

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Lieu d'édition

بيروت

فصل فِي ذكر بعض سيرة الشَّهِيد أتابك زنكي وَكَانَت من أحسن سير الْمُلُوك وأكثرها حزما وضبطا للأمور وَكَانَت رَعيته فِي أَمن شَامِل يعجز القوى عَن التَّعَدِّي على الضَّعِيف قَالَ أبن الْأَثِير حَدثنِي وَالِدي قَالَ قدم الشَّهِيد أتابك زنكي إِلَيْنَا بِجَزِيرَة ابْن عمر فِي بعض السنين وَكَانَ زمن الشتَاء فَنزل بالقلعة وَنزل الْعَسْكَر فِي الْخيام وَكَانَ فِي جملَة أمرائه الْأَمِير عز الدّين أَبُو بكر الدبيسي وَهُوَ من أكَابِر أمرائه وَمن ذَوي الرَّأْي عِنْده فَدخل الدبيسي الْبَلَد وَنزل بدار إِنْسَان يَهُودِيّ وَأخرجه مِنْهَا فاستغاث الْيَهُودِيّ إِلَى الشَّهِيد وَهُوَ رَاكب فَسَأَلَ عَن حَاله فَأخْبر بِهِ وَكَانَ الشَّهِيد وَاقِفًا والدبيسي إِلَى جَانِبه لَيْسَ فَوْقه أحد فَلَمَّا سمع أتابك الْخَبَر نظر إِلَى الدبيسي نظر مغضب وَلم يكلمهُ كلمة وَاحِدَة فَتَأَخر الْقَهْقَرَى وَدخل الْبَلَد فَأخْرج خيامه وَأمر بنصبها وَلم تكن الأَرْض تحْتَمل وضع الْخيام عَلَيْهَا لِكَثْرَة الوحل والطين قَالَ فَلَقَد رَأَيْت الفراشين وَهُوَ ينقلون الطين لينصبوا خيمته فَلَمَّا رَأَوْا كثرته جعلُوا على الأَرْض تبنا ليقيموها ونصبوا الْخيام وَخرج إِلَيْهَا من سَاعَته قَالَ وَكَانَ ينْهَى أَصْحَابه عَن اقتناء الْأَمْلَاك وَيَقُول مهما كَانَت الْبِلَاد لنا فَأَي حَاجَة لكم إِلَى الْأَمْلَاك فَإِن الاقطاعات تغني عَنْهَا وَإِن خرجت الْبِلَاد عَن أَيْدِينَا فَإِن الْأَمْلَاك تذْهب مَعهَا وَمَتى صَارَت الْأَمْلَاك لأَصْحَاب السُّلْطَان ظلمُوا الرّعية وتعدوا عَلَيْهِم وغصبوهم أملاكهم ثمَّ ذكر مَا تجدّد فِي أَيَّامه من عمَارَة الْبِلَاد لَا سِيمَا بالموصل وَذَلِكَ

1 / 157