361

فى بغداد كان الناصر لدين الله، وتوفى فى سنة سبع وعشرين وستمائة، وفى العراق وآذربيجان السلطان جلال الدين، وعاد من أصفهان فى أوائل شهور سنة خمس وعشرين وستمائة، ومضى إلى تبريز، وعزم على المضى إلى جورجيا، واتحد سلاطين الروم وملوك الشام مع جيش جورجيا والأرمن والقبجاق وحاربوا السلطان، وقتل السلطان بعضا من جيش جورجيا، ومضى إلى الأخلاط وحاصرها، واستولى على المدينة، وبعد ذلك وصل خبر جرماغون نويان أنه عبر جيحون.

وأقام السلطان فى الشتاء فى سنة ثمان وعشرين وستمائة فى أرميه، وأشنويه.

وأرسل جرماغون جيشا عظيما بقيادة بايماس متعقبا السلطان، وأعاد السلطان قوير خان؛ ليكون حارسا، ويتفحص حال المغول، ولما بلغ تبريز سمع الخبر بعودتهم، ولكنه لم يهتم بذلك، وعاد وبشرهم بعودتهم، فانهمك السلطان، وجمهور الأمراء بالطرب، وكانوا فى فرح مدة يومين، أو ثلاثة حتى وصل إليهم جيش المغول فجأة فى منتصف الليل، وكان السلطان نائما وهو مخمور، فأيقظه أورخان فولى هاربا، ودخل المغول المعسكر، وقتلوا كل من وجدوه، ووقع الخلاف فى مآل السلطان، ففى رأى بعضهم أن الأكراد قتلوه طمعا فى خيله وسلاحه، ويقول آخرون: إنه لبس لباس الصوفية وسافر.

وكان علاء الدين قيقباد فى الروم، وبدر الدين لؤلؤ فى الموصل، والملك مظفر الدين صاحب أردبيل فى ديار بكر، وفى الشام ومصر أبناء الملك العادل بن أيوب الملك المعظم والأشرف، والأتابك سعد بن زنكى فى فارس الذى توفى سنة خمس وعشرين وستمائة، وكان خواجة غياث الدين الوزير فى البيضا أخفى حادثته، وأرسل خاتمه إلى قلعة سبيد، وأخرجوا ابنه الأتابك أبو بكر من السجن وأحضروه، ودخل فى خيمة كبيرة، وقال لقواد الجيش: إن الأتابك يقول بأن ولى العهد هو أبو بكر فألقى سلغر شاه، والقواد الحزام فى عنقه، وأصبح أتابكا.

وكان براق الحاجب فى كرمان، وطلب أم السلطان غياث الدين وقتله هو وأمه، وأرسل رأسه إلى السلطان، وفى خوارزم عين جينتمور، وهو من القراخطائيين أميرا لتلك البلاد، وكان ذلك لأنه فى وقت الاستيلاء على خوارزم جعله جنكيز خان رئيسا لشرطتها، وفى عهد أوكتاى قاآن عند ما كان يرسل جرماغون لإيران أمر بأن يمضى السادة، وجباة ضرائب الولايات بأنفسهم إلى حريك (14) روند، وأن يعاونوا جرماغون.

Page 421