317

الباب الأول فى ذكر بلاد الصين وحساب عصورهم وأدوارهم

ومعتقداتهم. وينقسم هذا الباب إلى مقدمة وفصلين.

مقدمة الكتاب:

لما كان أهل الصين عبدة أصنام، وأرباب أديان، وملل مختلفة وكفارا، فإن أساس دعواهم تقوم على قدم هذا العالم. وسبب ذلك أن التواريخ التى بدأوها، وقاسوا بمقتضاها ظهور الخلق كثيرة جدا، ولم تكن كتبهم التاريخية عندنا، بسبب بعد بلادهم عنا. ولم يصل حكماؤهم وعلماؤهم إلى بلادنا، كما أن ملوكهم لم يكونوا ميالين لبحث وفحص هذه التواريخ، وقدم جماعة من حكمائهم ومنجميهم فى عهد هولاكو معه، منهم حكيم يعرف بسينك؛ سينك أى العارف. وعرف خوجه نصير الدين الطوسى بأمر هولاكوخان من هذا الحكيم قواعد النجوم والزيج الأيلخانى وتاريخهم، وفى عهد ملك الإسلام غازان خان صدر الأمر بأن يؤلفوا كتاب التاريخ الغازانى المبارك، فأمر السيد رشيد الدين الوزير بإحضار ليتاحى ونكيسون، وهما من حكماء الصين اللذين كانا لهما علم بالطب والنجوم والتواريخ، وأحضرا معهما بعضا من كتب الصين. وقررا أنه على الرغم من أن تاريخ أهل الخطا وعدد أعوامهم وعصورهم غير متناه، لكن هناك تاريخا يتضمن أسماء ملوكهم مشروحة، ومفصلة وقد بنوا هذا التاريخ على الحكايات، وكانت له شهرة واسعة فى هذا الوقت بين أهل الصين، واعتمدوا عليه، وهو كتاب ألفه ثلاثة من كبار الحكماء، أولهم: يسمى فوهين خوشانك، فوهين اسم، وخوشانك صفة بمعنى الهبة، وكان من مدينة تاى غانجو، والثانى: يسمى فيخوخوشانك من مدينة نين جرو، والثالث: يسمى شيخون خوشانك من مدينة لادكين.

Page 373