Histoire de Banakti
تأريخ البنكتي
Genres
وأقر جهان، قزل أرسلان على تبريز، ومضى إلى العراق ومات، فقدم قزل أرسلان العراق، وكان يريد جريا على قانون الأتابكة أن يكون مطلق الأمر بناء على عادة أخيه الأتابكى، فكبر السلطان طغرل واستقل، فلم يلتفت إليه كثيرا، ولذلك السبب وقعت بينهما الحرب، وانهزم قزل أرسلان وقدم معظم جيشه إلى السلطان، وظل مريضا مدة من الزمان ثم برأ من مرضه، فجمع جيشا وقبض على السلطان وقيده وضربه على باب بيته خمس مرات وادعى السلطنة. وكان نائما ذات ليلة فى همدان فى شعبان سنة خمسمائة وسبع وثمانين، فقتله شخص ولم يعلم من قتله، وظن الناس فى تلك الأوقات بسبب تعصب جمع من الأعيان من أصحاب الإمام الشافعى، أنه صلب ولهذا كان السبب وكفى الله المؤمنين القتال 69.
وكان حاكم الموصل وديار بكر الأتابك قطب الدين مودود بن زنكى بن أقسنغر، وتوفى أخو الأتابك نور الدين محمود بن سام فى سنة خمسمائة وخمس وستين، وخلفه ابنه الأصغر غازى، وفى سنة خمسمائة وإحدى وسبعين وقعت الحرب بينه وبين صلاح الدين حاكم مصر، وهرب سيف الدين غازى وتوفى فى صفر سنة خمسمائة وست وسبعين، وجعلوا أخاه عز الدين مسعود خلفا له، وتوفى فى آخر شعبان سنة خمسمائة وتسع وثمانين، ولما توفى فخر الدين قزل أرسلان بن داود بن سقمان بن أرتق صاحب حصن كيفا، وأكثر بلاد ديار بكر جعلوا ابنه نور الدين محمد خليفته، وتوفى فى سنة خمسمائة وإحدى وثمانين، وخلفه ابنه قطب الدين سقمان، وكان فى الشام الأتابك نور الدين، وأقر كيفية تطيير الحمام الزاجل للأخبار على طريقة أهل بغداد فى سنة سبع وستين وخمسمائة، ومازال هذا معهودا.
وفى شوال سنة خمسمائة وثمان وستين، وبعد ذلك بسبب عدم خروج صلاح الدين صاحب مصر لغزو الفرنجة عزم على المجىء لمصر فمرض ومات فى الخامس عشر من الشهر المذكور، وكان ابنه إسماعيل فى الحادية عشرة من عمره، فخلفه وسموه الملك الصالح، ولما مات استولى ابن عمه غازى بن قطب الدين مودود صاحب الموصل على البلاد التى كانت له، وكان فى مصر أسد الدين شيركوه الذى كان ابن عبد للسلاجقة أصبح ملكا حاكما، بسبب أن العاضد خليفة الإسماعيلية كان قد ضعف وشاور الذى كان وزيره قد سيطر عليه، فأرسل العاضد إلى نور الدين أتابك الشام وطلب منه المدد؛ ليدفع خطر وزيره، فأرسل نور الدين شيركوه مع اثنى عشر ألف رجل.
Page 207