131

Le jardin des amoureux

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

Enquêteur

محمد عزير شمس

Maison d'édition

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Numéro d'édition

الرابعة

Année de publication

1440 AH

Lieu d'édition

الرياض وبيروت

Genres

Soufisme
فتكون قوَّة محبته بحسب ذلك الجمال عنده، فإنَّ حُبَّك الشيءَ (^١) يُعمي ويُصِمُّ، فلا يرى المحبُّ أحدًا أحسن من محبوبه. كما يُحْكى أنَّ عَزَّة دخلت على الحجَّاج فقال لها: يا عزَّةُ! والله ما أنتِ كما قال فيك كُثَيِّر، فقالت: أيُّها الأمير إنَّه لم يَرَني بالعين التي رأيتَني بها.
ولا ريبَ أنَّ المحبوبَ أحلى (^٢) في عين مُحبِّه، وأكبرُ في صدره من غيره، وقد أفصحَ بهذا القائلُ في قوله (^٣):
فو الله ما أدري أزِيدَتْ ملاحةً ... وحُسْنًا على النِّسوان أم ليس لي عَقْلُ
وقد يكون الجمالُ مُوَفَّرًا، لكنَّه ناقصُ الشعور به، فَتَضْعُفُ محبَّتُه لذلك، فلو كُشفَ له عن حقيقته لأسر قلبَه.
ولهذا أُمِرَ النساءُ بسَتْرِ وجوههن عن الرِّجال، فإنَّ ظهورَ الوجه يُسفِرُ عن كمال (^٤) المحاسن، فيقع الافتتان، ولهذا شُرع للخاطب أن ينظرَ إلى المخطوبة، فإنَّه إذا شاهد حسنَها وجمالَها؛ كان ذلك أدعى إلى حصول المحبَّة والأُلفة بينهما، كما أشار إليه النبي ﷺ في قوله: «إذا أراد

(^١) ش: «للشيء». وهذا الحديث سبق تخريجه.
(^٢) ت: «أجلّ».
(^٣) البيت للحكم الخضري في «الحماسة» (٢/ ٧٢)، و«سمط اللآلي» (١/ ١٦).
(^٤) في هامش ت: «جمال».

1 / 104