109

Rawdat al-Hukkam wa Zinat al-Ahkam

روضة الحكام وزينة الأحكام

Enquêteur

محمد بن أحمد بن حاسر السهلي

Maison d'édition

رسالة دكتورة، جامعة أم القرى

Année de publication

1419 AH

Lieu d'édition

مكة المكرمة

ويكون مستقبل القبلة. والأولى أن يتطيب، ويكون بين يديه قمطر(١)، يخزن فيه نسخ الدعاوى، والمحاضر، والسجلات، ودواة(٢)، ويكون قمطره مختوماً.

والأولى أن يكون جلوسه في وسط البلد في موضع بارز للناس، ويكره القضاء في المسجد(٣).

وإن كان يقضي برزق من بيت المال، يلزمه أن يقضى في جميع نهاره، إلا في وقت قضاء الحاجة، والطهارة، والصلوات الفريضة، والنافلة المؤكدة، وتناول الطعام على الوجه الذي للأجير أن يشتغل عن العمل للمستأجر.

وقد قيل: إنه يلزم ذلك، على حسب العادة والعرف، فيما بين الناس، والقضاة.

وحكي: أن شريحاً(٤)، كان يقضي حتى لا يبقى عنده خصمٌ، ثم يصبح وقد [٦/أ] غدوا فيقول: آناء الليل يتظالم هؤلاء(٥).

  1. القمطر: ما يصان فيه الكتب. انظر: المصباح المنير، والقاموس المحيط مادة "قمطر".

  2. دواة: مايكتب منه. انظر: المصباح مادة "دوى".

  3. انظر: جميع هذه الأوقات موسوعة الإمام الشافعى كتاب الأم ١١/١٣ - ١٢، أدب القاضي لابن أبي أحمد ١٦٠/١ - ١٦٤.

  4. شريح، هو: أبوأمية، شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر الكندي، من أشهر القضاة الفقهاء في صدر الإسلام، ولي القضاء بالكوفة، في زمن عمر - رضي الله عنه - حتى زمن الحجاج، استعفى منه، فأعفاه، وكان ثقة في الحديث توفي بالكوفة وله من العمر مائة سنة. انظر: طبقات ابن سعد ٩٠/٦ - ١٠٠، وفيات الأعيان ٤٦٠/٢ - ٤٦٣.

  5. أورد هذا الأثر وكيع ونصه "عن ابن سيرين، قال: كان شريح يقضي بالعشي، لا يمسي عنده أحدٌ. قال: فنظن، أنه قد استراح، فإذا أصبحوا على بابه، قال: ما شأنكُم تظالمون الليل". أخبار القضاة ٣٣٦/٢، وانظر: المبسوط ٨١/١٦.

107