68

Le jardin parfumé en expliquant la vie du Prophète

الروض الأنف في شرح السيرة النبوية

Maison d'édition

دار إحياء التراث العربي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٢ هـ

Lieu d'édition

بيروت

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ وَتَيْرَحُ فَيْعَلٌ مِنْ التّرِحَةِ إنْ كَانَ عَرَبِيّا. وَكَذَلِكَ نَاحُورُ مِنْ النّحْرِ، وَيَشْجُبُ مِنْ الشّجْبِ، وَإِنْ كَانَ الْمَعْرُوفُ أَنْ يُقَالَ: شَجِبَ بِكَسْرِ الْجِيمِ يَشْجَبُ بِفَتْحِهَا «١»، وَلَكِنْ قَدْ يُقَالُ فِي الْمُغَالَبَةِ: شَاجَبْتُهُ، فَشَجَبْته أَشْجُبُهُ بِضَمّ الْجِيمِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، وَفَتْحِهَا فِي الْمَاضِي؛ كَمَا يُقَالُ مِنْ الْعِلْمِ: عَالَمْته فَعَلَمْته بِفَتْحِ اللّامِ أُعْلِمُهُ بِضَمّهَا. وَقَدْ ذَكَرَهُمْ أَبُو الْعَبّاسِ النّاشِئُ فِي قَصِيدَتِهِ الْمَنْظُومَةِ فِي نَسَبِ النّبِيّ- ﷺ إلَى آدَمَ كَمَا ذَكَرَهُمْ ابْنُ إسْحَاقَ. وَإِبْرَاهِيمُ مَعْنَاهُ: أَبٌ رَاحِمٌ، وَآزَرُ قِيلَ: مَعْنَاهُ: يَا أَعْوَجُ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ صَنَمٍ، وَانْتُصِبَ عَلَى إضْمَارِ الْفِعْلِ فِي التّلَاوَةِ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لِأَبِيهِ؛ كَانَ يُسَمّى تارِح وَآزَرُ «٢»، وَهَذَا هُوَ الصّحِيحُ لِمَجِيئِهِ فِي الْحَدِيثِ مَنْسُوبًا إلَى آزر

(١) فى القاموس شجب كنصر، وفرح شجوبا، وشجبا مثل جلوس، ومثل فرح: هلك والشّجب: الحاجة والهم، وعمود من عمد البيت، وسقاء يابس يحرّك فيه حصى تذعر بذلك الإبل، وأبو قبيلة، والطويل، وبالتحريك- شجب- الحزن والعنت يصيب من مرض أو قتال.. وشجبه: أهلكه وحزنه وشغله، والظبى: رماه. (٢) قرأ عامة قراء الأمصار آزر بالفتح؛ لأنه بدل من أبيه. ولكنه- أى آزر- ممنوع من التنوين، فيجر بالفتحة. ونسب إلى أبى يزيد والحسن البصرى أنهما كانا يقرآنها بالرفع على أنها منادى: يا آزر. وقد نقل عن السدى أن آزر اسم صنم، وإنما ورد منصوبا بمعنى: أتتخذ آزر أصناما آلهة. فجعله مفعولا به لفعل مضمر. وقد خطأ الطبرى فى تفسيره رأى السدى، وقال: إن العرب لا تنصب اسما لفعل بعد حرف الاستفهام، لا تقول: أخاك. أكلمت، وهى تريد: أكلمت أخاك. ثم صوب قراءة من قرأ بفتح الراء من آزر باعتبار-

1 / 74