Le jardin parfumé en expliquant la vie du Prophète
الروض الأنف في شرح السيرة النبوية
Maison d'édition
دار إحياء التراث العربي
Édition
الأولى
Année de publication
١٤١٢ هـ
Lieu d'édition
بيروت
Régions
•Maroc
Empires
Almoravides ou al-Murābiṭūn
النّخْلَةَ لَا تَضُرّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْ دَعَوْت عَلَيْهَا إلَهِي الّذِي أَعْبُدُهُ، لَأَهْلَكَهَا، وَهُوَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ سَيّدُهُ: فَافْعَلْ، فَإِنّك إنْ فَعَلْت دَخَلْنَا فِي دِينِك، وَتَرَكْنَا مَا نَحْنُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَامَ فَيْمِيُون، فَتَطَهّرَ وَصَلّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمّ دَعَا اللهَ عَلَيْهَا، فَأَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهَا رِيحًا فَجَعَفَتْهَا مِنْ أَصْلِهَا فَأَلْقَتْهَا فَاتّبَعَهُ عِنْدَ ذَلِكَ أَهْلُ نَجْرَانَ عَلَى دِينِهِ، فَحَمَلَهُمْ عَلَى الشّرِيعَةِ مِنْ دِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﵇، ثُمّ دَخَلَتْ عليهم الأحداث التى دخلت على أهل دينهم بكل أرض، فمن هنالك كَانَتْ النّصْرَانِيّةُ بِنَجْرَانَ فِي أَرْضِ الْعَرَبِ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَهَذَا حَدِيثُ وَهْبِ بْنِ مُنَبّهٍ عن أهل نجران.
ــ
الْمَسِيحِ إلَى عِبَادَةِ الصّلِيبِ «١»، وَبُخْتُنَصّرَ مِنْ أَهْلِ بَابِلَ حِينَ أَمَرَ النّاسَ أَنْ يَسْجُدُوا إلَيْهِ، فَامْتَنَعَ دَانْيَالُ وَأَصْحَابُهُ، فَأَلْقَاهُمْ فِي النّارِ، فَكَانَتْ بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَيْهِمْ، وَحَرَقَ الّذِينَ بَغَوْا عَلَيْهِمْ.
(١) دانت له كل أنحاء الدولة الرومانية سنة ٣٢٣ م. يقول عنه ول ديورانت فى ص ٣٨٧ ج ٣ من المجلد الثالث: «كانت المسيحية عنده وسيلة لا غاية» وقد سأل «هل كان قسطنطين حين اعتنق المسيحية مخلصا فى عمله هذا؟ وهل أقدم عليه عن عقيدة دينية؟ أو هل كان ذلك العمل حركة بارعة أملتها عليه حكمته السياسية؟» وأجاب نفس المؤرخ: «أكبر الظن أن الرأى الأخير هو الصواب» وأمه هلينا هى التى اعتنقت المسيحية قبله، وفى عهده كان مجمع نيقية الذى عقد فى سنة ٣٢٥ م، وتدخل قسطنطين فيه، حتى حمل المجمع على القول بألوهية عيسى، ثم أمر بتحريق كل كتاب يخالف هذا، وأمه هيلانة هى التى أظهرت صليبا زعمت أنه هو الذى صلب عليه عيسى فى زعمهم بعد الحادثة بمائتى سنة، وفى حديث فيميون ما يخرج به عن حدود العقل والدين ولا سيما قوله: فإنى ميت الآن، فالله يقول: «وما تدرى نفس بأى أرض تموت» .
1 / 195