============================================================
الظلمات لأنارت به وأشرقت ولو واجهت الأفاق بحليها وحللها لستعطرت بها وتزخرفت نشات فى رياض المسك والزعفران وقضبان الياقوت والمرجان وقصرت فى حيام التعيم وغذيت بماء التنسيم لا تخلف عهدها ولا تبدل ودها فايهما أحق بدفع الثمن قال الذى وصفت قال فإنها الموجودة الثمن القريبة الخطب فى كل زمن قال فما ثمنها رحمك الله قال اليسير المبذول لنيل الخطير المأمول أن تتفرغ فى ليلك ساعة فتصلى ركمتين تخلصهما لربك وان تضع طعامك فتذكر جائعك فتؤثر الله عز وجل على شهوتك وأن ترفع عن الطريق حجرا أو قذرا وان تقطع أيامك بالبلفسة والقلة وترفع همك عن دار الغرور والغفلة فتعيش فى الدنيا بعز القناعة وتأتى إلى موقف الكرامة آمنا غدا وتنزل فى الجنة دار النعيم فى جوار الملك الكريم مخلدا فقال الرجل ياجارية اما سمعت ما قال شيخنا هذا قالت نعم قال افصدق آم كذب قالت بل صدق وبر ونصح قال فأنت إذا حرة لوجه الله تعالى وضيعة كذا وكذا صدقة عليك وأنتم أيها الخدام احرار وضيعة كذا وكذا لكم وهذه الدار بما فيها صدقة مع جميع مالي فى سبيل الله تعالى ثم مد يده إلى ستر خشن كان على بعض ابوابه فاجتذبه وخلع جميع ما كان عليه واستستر به فقالت الجارية لاعيش لي بعدك يامولاى فرمت بكسوتها ولبست ثوبا خشنا وخرجت معه فودعهما مالك بن دينار ودعا لهما وأخذا طريقا غيره قتعبدا جميعا حتى جاء الموت فنقلهما على حال العبادة رحمة الله عليهما.
المعاية السسةعشق بن جعثر بن سليمان رحمه الله قال مررت آنا ومالك بن دينار رضى الله تعالى عنه بالبصرة فبينما نحن ندور فيها مررنا بقصر يعمر واذا شاب جالس ما رأيت احسن وجها منه وإذا هو يأمر بيناء القصر ويقول افعلوا واصنعوا فقال لى مالك اما ترى إلى هذا الشاب وحسن وجهه وحرصه على هذا البناء ما أحوجنى إلى آن أسال ربى أن يخلصه فلعله يجعله من شباب أهل الجنة ياجعفر ادخل بنا إليه قال جعفر فدخلنا إليه فسلمنا عليه فرد السلام ولم يعرف مالكا قلما عرفه قام إليه فقال الك حاجة فقال كم نويت أن تنفق على هذا القصر قال مائة ألف درهم فقال الا تعطينى هذا المال فأضعه فى حقه وأضمن لك على الله عز وجل قصرا فى الجنة خيرا من هذا القصر بولدانه وخدمه وقيانه وخيمة من ياقوتة حمراء مرصعة بالجواهر ترابه الزعفران وملاطه المسك افيح من قصرك هذا لايخرب أبدا ولم تمسه يد ولم يبنه بان بل قال له الجليل سبحانه كن فكان قال فأجلنى الليلة وبكر على غدا فقال نعم قال جعفر فبات مالك وهو يفكر فى ذلك
Page 49