============================================================
الفصل الثانى لى إلثبات كراهات الاولياء وظهور الكرامات على الأولياء جائز عقلا وواقع نقلا اما جوازه عقلا فإنه ليس بمستحيل فى قدرة الله عز وجل بل هو من قبيل الممكنات كظهور معجزات الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم هذا مذهب أهل السنة من المشايخ العارفين والتظار الأصوليين والفقهاء والمحدثين رضى الله عنهم أجمعين وتصانيفهم ناطقة بذلك شرقا وغريا وعجما وعريا ثم القول الصحيح المختار عند جمهور الأئمة المحققين من أهل السنة أن كل ما جار للأتبياء من المعجزات جار للأولياء مثله من الكرامات بشرط عدم التحدى ولا يرد علسى ذلك القرآن للزومه التحدى ولا يصح قول من يقول إن ذلك يؤدى إلى الالتباس بين الكرامات والمعجزات لأن المعجزة يجب على النبى ي أن يتحدى بها ويظهرها والكرامة يجب على الولى آن يخفيها ويسرها إلا عند الضرورة او إذن أو حال غالب لا يكون له فيه اختيار أو لتقوية يقين بعض المريدين كما فعل بعضهم غرف عسلا من الجو ووضعه فى فم مريد له.
(وروى) أن رجلا أرى غيره الكعية من بلاد بعيدة وآخر أرى بعض المتكرين الكمية يطوف بها وقد سمعنا سماعا محققا أن جماعة منهم شوهدت الكعبة تطوف بهم طوافا محققا ورأيت بعضا مما شاهد ذلك من الثقات الأتقياء بل من السادات العلماء وغير ذلك مما يطول ذكره وما ذهب إليه الإمام أبو إسحاق الإسفراينى رحمه الله من إثبات بعض الكرامات دون بعض فهو مخالف لمذهب الجمهور الصيح المشهور (وأما) وقوع ذلك نقلا أعنى ظهور الكرامات فقد جاء فى القرآن وفى الأخبار والآثار بالإسناد ما يخرج عن الحصر والتعداد (فمن ذلك) فى القرآن ما اخبر الله تعالى عن مريم بنت عمران رضى الله عنها قى قوله عز وجل (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها ررقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يررق من يشاء بغير حساب(1)) (وقوله) سبحانه وتعالى لمريم (وهزى إليك بجدع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا)(4) وكان فى غير أوان الرطب كما جاء فى التفسير (ومن ذلك) ما اخبر الله عز وجل من العجاتب على يد الخسضر عليه السلام مع موسى النبى (وكذلك) قصه ذى القرنين رضوان الله عليه وتمكين الله سبحانه وتعالى له مالم يمكنه لغيره.
(وكذلك) قصة اهل الكهف رضى الله عنهم والأعجايب التى ظهرت من كلام (2) سورة مريم الآية 25.
(1) سورة آل عمران الآية 37.
Page 30