107

============================================================

روض المناظر فى علم الأواثل والاواخر وفى سنه ثلاث عشرة: جهز أبو بكر- رضى الله عنه - البعوث إلى الشام، وامر على الجيش جماعة: آبا عبيدة، وعمرو بن العاص، ويزيد بن آبى سفيان، وشرحبيل، وبعث خالدا إلى العراق، فاصبح الأمير، وأغار على السواد، وحاصر عين التمر، وأوطا الفرس ذلا وهوانا، ثم فرق البرية إلى الشام، واجتمع المسلمون، فكانت وقعة اجنادين بين الرملة وبين جيرن فى جمادى الأولى، واستشهد فيها جماعة من الصحابة ثم كان النصر للاسلام، وكانت ملحمة عظيمة.

وفيها: كانت وقعة اليرموك، ولما بلغ هرقل وهو بحمص هزيمة الروم من اليرموك هرب من حمص الى الرها، فلما فرغ خالد وأبو عبيدة - رضى الله عنهما- من وقعة اليرموك قصدا دمشق فيما قاله سيف وتبعه عليه ابن جرير، واما ابن عساكر فإنه يذكر عن يزيد بن آبى عبيد انها كانت سنة خمس عشرة كما سيأتى والله اعلم.

وتوفى ابو بكر - رضى الله عنه - ليلة الأربعاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، فكانت خلافته سنتين وثلاثة اشهر، وعشرة آيام، وعمره ثلاث وستون سنة، وغسلته روجته أسماء بثت عميس، وحمل على السرير الذى حمل عليه رسول الله ، وصلى عليه عمر فى المسجد بين القبر والمثبر، ودفن إلى جنب رسول الله ب وصيته، وكان عهد لعمر بالخلافة .

وكان موته قيل بسم سمته يهودية فى آور، وقيل: فى حشر اكله هو والحارث بن كلدة، فماتا بعد سنة.

وعن عائشة آنه اغتسل بماء بارد قى يوم بارد فحم خه عشر يوما، ومات - رضى الله عنه - وكان حسن القامة، خفيف العارضين، مغرورق الوجه، غائر العينين وبويع عمر بن الخطاب - رضى الله عنه- بالخلافة يوم مات ابو بكر، بنص ابى بكر، ولم يختلف عليه اثنان.

وقال اول ما خطب: والله ما فيكم أحد اقوى عندى من الضعيف حتى آخد الحق له، ولا أضعف من القوى حتى آخذ الحق منه، ثم كان من أول ما أمر به أن عزل خالد ابن الوليد عن الأمر، وولى أبا عبيدة على الجيش، وعلى الشام، وهو آول من سمى امير المؤمنين.

Page 107