رُوّينا عن سعيد بن عمرو البرذعي أنّه حضر أبا زرعة وذكر «صحيح مسلم» وإنكار أبي زرعة عليه روايته عن أسباط بن [نصر] (١)، وقطن بن نسير، وأحمد بن عيسى المصريّ -إلى قوله- فقال: «إنّما أدخلت (٢) من حديث أسباط، وقطن، /أحمد: ما قد رواه الثّقات عن شيوخهم، إلا أنّه ربما وقع إليّ عنهم بالارتفاع، ويكون عندي من رواية أوثق منهم بنزول، فأقتصر على ذلك، وأصل الحديث معروف من رواية الثّقات-إلى قوله-: فهذا مقام وعر، وقد مهّدته بواضح من القول لم أره مجتمعًا في مؤلف ولله الحمد». انتهى كلام النّوويّ ﵁، وفيه ما يدلّ على أنّه لا يعترض على حفّاظ الحديث إذا رووا حديثًا عن بعض الضّعفاء، وادّعوا صحّته حتّى يعلم أنّه لا جابر لذلك الضّعف من الشّواهد والمتابعات، ومعرفة هذا عزيزة لا تحصل إلا للأئمّة الحفّاظ (٣)، أهل الدّربة التّامّة بهذا الشأن.
فقد رُئي عند (٤) بعض الحفّاظ الجزء النّيف (٥) و[العشرين] (٦) من مسند أبي بكر الصّدّيق لا تزيد على خمسين حديثًا، أو لا تكون
(١) في (أ) و(ي): «نسر» .
(٢) في (س): «أدخلت معي».
(٣) في (أ): «وأهل».
(٤) في جميع الأصول: «روي عن» والتصويب من «العواصم»: (٣/ ١٠٤) ومصادر الخبر.
(٥) في «التذكرة» و«الميزان»: «الجزء الثّالث والعشرين».
(٦) في (أ) و(س): «العشرين»، والمثبت من (ي) ومصادر الخبر.