177

Le Jardin Parfumé en Défense de la Tradition du Prophète Muhammad - Que la Paix soit sur Lui -

الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -

Maison d'édition

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

الفاترة (١)، ولهذا شرعت الخطب، وصنّف الوعّاظ أحاديث الرّقائق، لتسهيل ما يصعب على النّفوس وتقريب ما تباعد على أهل القصور.
وقد تكاثرت الأحاديث النّبويّة في الحثّ على ذلك، وكان ... ﵇ إذا بعث سريّة يقول لهم: «يسّروا ولا تعسّروا، وبشّروا ولا تنفّروا» (٢). فالمعترض على أهل الحديث، المعسّر لمعرفته، الموعّر لطريقه، مرتق لمرتبة الفتيا، منتصب في منصب التّعليم متمكّن في مكان الدعاء إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، فما [باله] (٣) يعكس السّنن، ويستن من البدعة في كل سنن!؟ نسأل الله أن ينفعنا بما علّمنا، ويعلّمنا ما ينفعنا، ويوفقنا للاقتداء بسيدنا رسول الله محمد ﷺ.
التنبيه الثالث: فرع من فروع الشّجرة النّبويّة على صاحبها السّلام، ونشء من أهل بيته الكرام، تشوّف إلى مرتبة العلم، وتشوّق إلى التشبّه بأهل الفضل، ورغب في اتّباع سنّة جدّه ﷺ، فلما شِمتُم (٤) بارقة جهده صيّبة، و[شَمِمتُم] (٥) رائحة سعيه طيّبة، وتوسّمتم فيه للفائدة سمات، وتوهّمتم أنّه قارب وهيهات، تواترت عليه الرّسائل، وتواردت عليه الدّلائل، تفتّره عن عمله، وتقنّطه من أمله.

(١) في (س): «الفاخرة»!.
(٢) أخرجه البخاري (الفتح) (١/ ١٩٦)، ومسلم برقم (١٧٣٤) من حيث أنس.
(٣) في (أ): «فماله».
(٤) أي: رأيتم.
(٥) في الأصل: «وشمم»، والتصويب من (ي) و(س).

1 / 83