قال النبيُّ ﷺ:
"ادعُ لي زيدًا وليجِئْ باللوح والدواةِ والكتف أو الكتفِ والدواة"
ثم قال: اكتبْ: " لا يستوي القاعدونَ " وخلفَ ظهرِ النبيًّ ﷺ عمرُو بنُ أمِّ مكتومٍ الأعْمَى، قال: يا رسولَ اللَّهِ فما تأمرُوني؟
فإئي رجلٌ ضريرُ البصرِ، فنزلتْ مكانَها: (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) .
ويتحدثُ عبدُ اللَّهِ بنُ عباسٍ ﵄: أنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قال: "أقرأني جبريلُ على حرف فراجعتُه فلمْ أزل استزيدُه ويزيدُني حتَى انتهى إلى سببعةِ أحرف ".
ويتكلمُ كل منَ المسورِ بنِ مخرمةَ وعبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ القاري، أنَّهما سمِعا
عمرَ بنَ الخطابِ يقول: سمعتُ هشامَ بنِ حكيم يقرأُ سورةَ الفرقانِ في حياةِ
رسولِ اللَّهِ ﷺ، فاستمعتُ لقراءتِهِ فإذا هو يقرأُ على حروف كثيرة لم يُقْرئنِيها رسولُ اللَّهِ ﷺ، فكدتُ أساورُهُ في الصلاةِ، فتصبرت حتى سلًّمَ، فلبَّبْتُه بردائِهِ، فقلتُ: منْ أقرأكَ هذه السورةَ التي سمعتُك تقرأُ؟!
قال: أقرأنيها رسولُ اللَّهِ ﷺ، فقلتُ: كذبتَ، فإنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قدْ أقرأنِيها على
غيرِ ما قرأتَ، فانطلقتُ به أقودُهُ إلى رسولِ اللَّهِ ﷺ فقلتُ: إني سمعتُ هذا يقرأُ بسورةِ الفرقانِ على حروف لم تُقرِئنيها، فقالَ رسولُ اللَّه ﷺ: "أرْسِله.
اقرأ يا هشامُ " فقرأ عليه القراءةَ الَّتي سمعتُه يقرأ، فقالَ رسولُ الَلَّهِ ﷺ: (كذلك أنزلتْ، ثم اقرأ يا عمرُ" فقرأتُ القراءةَ التي أقرأني، فقالَ رسول اللَّه ﷺ:
"كذلك أنزلتْ، إنَّ هذا القرآنَ أنزلَ على سبعةِ أحرفٍ فاقرؤُا ما تيسر منه ".
1 / 30