Le livre des prairies de Platon
كتاب الروابيع لأفلاطون
Genres
قال أحمد: يعنى بالأشياء الراسبة ما نجد فى تخوم الأرضين وفى المعادن من الجواهر الصافية الموجود فيها البصيص المشاكل للبسيط. فيقول: إن ذلك الشىء إنما رسب هناك لأن الأجرام الشديدة التركيب المانعة من أن تداخل منعتها عن النفاذ. وما أبين صحة هذا القول! فإنا لا نكاد نجد معادن الجواهر إلا تحت الحجر الصلد المنضم الأجزاء، اللهم إلا ما يكسحه الجزء المائى السيلان فنراه فى الشواطئ وفى الرمال؛ وذلك إنما يكسحه من وقت قد انعقد وانضم واستحال منه الانحلال. فأما الذى يكون بخارا، أو فى أجزائه لطافة فإنه لا ينبته إلا الجرم الصلد الذى قد أخبرت. وقد يكون الحجر الذى يحوى الجوهر هشا رخوا؛ وليس ذلك الجنس، أعنى به الحجر، يمنع الجوهر من النفاذ، بل الحجر الصلد الذى يعلو هذا الحجر، لأن الذى يمنع من النفاذ إنما يمنع بأن لا يداخل متحجر. وهذا الحجر الذى يحوى قد 〈...〉 ذلك كما يرى داخله.
قال أفلاطون: وبحركة الأشخاص العلوية ما تنحل هذه الأجرام.
قال أحمد: إن الأجرام العلوية تؤثر فى الشىء تأثيرا يحلها ويلطفها ثم يجذب ذلك لأنه أقدر على تصفيته وهو رخو ليس بمنضم.
قال أفلاطون: والبخارات ترتفع من النجوم: فبعضها يثبت للحاجز، وبعضها للعكر.
قال أحمد: إن البخارات ترتفع فى التخوم بالتأثير المحيط فيثبت بعضها فيما يقرب من الصفحة العليا بعلتين: إحداهما الحاجز الذى أخبرت؛ وأكثر ما يعرض ذلك للبخار. اللطيف الكثير الصفو. والعلة الثانية: للعكر الذى يثبت الأشياء ويمنعها عن الارتفاع.
قال أفلاطون: ويثبت أيضا باستيلاء الرطوبة إذ هو القعر.
قال أحمد: قد يكون ذلك فى كثير من الجواهر، وأرى نبات الرصاص والزئبق لاستيلاء الرطوبة، ونبات الكباريت والزاجات لكثرة العكر.
قال أفلاطون: والحديد: فجوهر الأرض، طال مجاورته.
Page 216