Le livre des prairies de Platon
كتاب الروابيع لأفلاطون
Genres
قال أحمد: إن أول تدبير العمل الحل وهو الرابع من أرباع السنة، أعنى به ما بين نزول الشمس رأس الجدى إلى أن ينزل رأس الحمل، ربع يغلب فيه العضو المائى وتميل الشمس إلى ناحية الجنوب، فيكون هذا الربع من أرباع السنة أوفق لما يراد حله من غيره من الأرباع.
قال أفلاطون: ثم يكون الغالب من العمل فى كل ربع من الأرباع ما يوافق الربع.
قال أحمد: إذا كان الربع الشتوى مما يوافق الحل، فالربع الربيعى — وهو ما بين نزول الشمس أول الحمل إلى أن ينزل برأس السرطان — مما يوافق التصعيد، إذ الزمان زمان هوائى يصعد فيه الماء من أسافل الأشياء إلى أعاليها وتتفرق الأشياء فى أجناسها؛ ويكون الربع الصيفى مما يثابر فيه على التكليس إذ الزمان زمان يبس لا يصلح فيه شىء كما يصلح التكليس؛ ويكون الزمان الخريفى، وهو بين نزول الشمس أول الميزان إلى أن ينزل برأس الجدى، مما يقصد لتفريق الشىء وتصفيته، إذ الزمان يعين على ذلك، كما يرى يقع فى النبات والحشائش وورق الشجر الاضمحلال والبلى؛ وإنما قال الفيلسوف ما الغالب فى كل زمان لأنه علم أن الشىء محتاج أن يدبر مرارا كثيرة، وعلم أن أكثر ما يلحق العمل فى إبطال التدبير وهو الحل فى أربعين يوما، إذ هو الشىء الرطب الذى هو علة الإبطاء (افهم: علة إبطاء العمل) — والربع نيف وتسعون يوما — فإذا كان إبطاء التدبير يلحق فى أقل من نصف أيام الربع، فكيف يتهيأ للعامل ألا يخرج فى عمل كل ربع إلى غيره، لاسيما وأبعد أيام التصعيد فى الأعمال الجوانية النهاية فى اللطافة أقل من الأسبوع. فالفيلسوف لا يحظر أن يخرج العامل فى الربع الواحد من تدبير إلى غيره؛ إلا أنه يأمر أن يكون الغالب فى الكل — كل زمان من العمل — شكل الزمان، لا يغفل سائر العمل؛ وقوله الذى يأتى بعد محقق لما أقول.
قال أفلاطون: وإذا ارتفع لك جزء العمل فى أوانه — وهو الأوان المأخوذ من حركة النير الأعظم — فجد فى غيره واستعن فيه بحركة النير الأصغر فإنه سريع ليرتفع لك العمل فى الزمان القريب — إلى أن قال: لئلا يفوتك مطلوبك ويقطعك عنه العارض لجنسك.
Page 192