Les Épîtres de al-Jahiz

Al-Jahiz d. 255 AH
84

Les Épîtres de al-Jahiz

رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن

Genres

زين الجوهر عبد المطلب

قال أبو عثمان: ولسنا نقول إن عبد شمس لم يكن شريفا في نفسه، ولكن الشرف يتفاضل، وقد أعطى الله عبد المطلب في زمانه وأجرى على يديه وأظهر من كرامته ما لا يعرف مثله إلا لنبي مرسل، وإن في كلامه لأبرهة صاحب الفيل وتوعده إياه برب الكعبة وتحقيق قوله من الله تعالى ونصرة وعيده بحبس الفيل وقتل أصحابه بالطير الأبابيل وحجارة السجيل حتى تركوا كالعصف المأكول، لأعجب البرهانات وأسنى الكرامات، وإنما كان ذلك إرهاصا لنبوة النبي

صلى الله عليه وسلم ، وتأسيسا لما يريد الله به من الكرامة، وليجعل ذلك البهاء متقدما له ومردودا عليه، وليكون أشهر في الآفاق وأجل في صدور الفراعنة والجبابرة والأكاسرة، وأجدر أن يقهر المعاند ويكشف غباوة الجاهل.

وبعد، فمن يناهض أو يناضل رجالا ولدوا محمدا

صلى الله عليه وسلم ؟ ولو عزلنا ما أكرمه الله به من النبوة حتى نقتصر على أخلاقه ومذاهبه وشيمه لما وفى به بشري ولا عدله شيء. ولو شئنا أن نذكر ما أعطى الله عبد المطلب من تفجر العيون وينابيع الماء من تحت كلكل بعيره وأخفافه بالأرض القسي، وبما أعطى يوم المساهمة وعند المقارعة من الأمور العجيبة والخصال البائنة، لقلنا، ولكنا أحببنا ألا نحتج عليكم إلا بالموجود في القرآن الحكيم والمشهور في الشعر القديم الظاهر على ألسنة الخاصة والعامة ورواة الأخبار وحمال الآثار. قال: ومما هو مذكور في القرآن - عدا حديث الفيل - قوله تعالى:

لإيلاف قريش ، ولقد أجمعت الرواة على أن أول من أخذ الإيلاف لقريش هاشم بن عبد مناف. فلما مات قام أخوه المطلب مقامه، فلما مات قام عبد شمس مقامه، فلما مات قام نوفل مقامه - وكان أصغرهم. والإيلاف هو أن هاشما كان رجلا كثير السفر والتجارة، فكان يسافر في الشتاء إلى اليمن وفي الصيف إلى الشام، وشرك في تجارته رؤساء القبائل من العرب ومن ملوك اليمن نحو العباهلة باليمن واليكسوم من بلاد الحبشة ونحو ملوك الروم بالشام، فجعل لهم معه ربحا فيما يربح وساق لهم إبلا مع إبله فكفاهم مؤنة الأسفار على أن يكفوه مؤنة الأعداء في طريقه ومنصرفه، فكان في ذلك صلاح عام للفريقين، وكان المقيم رابحا والمسافر محفوظا. فأخصبت قريش بذلك وحملت معه أموالها وأتاها الخير من البلاد السافلة والعالية، وحسنت حالها وطاب عيشها. قال: وقد ذكر حديث الإيلاف الحارث بن الحنش السلمي، وهو خال هاشم والمطلب وعبد شمس، فقال:

إن أخي هاشما ليس أخا واحد

الآخذ الإيلاف والقائم للقاعد

قال أبو عثمان: وقيل إن تفسير قول تعالى:

وآمنهم من خوف

Page inconnue