Les Épîtres de al-Jahiz

Al-Jahiz d. 255 AH
113

Les Épîtres de al-Jahiz

رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن

Genres

قبل الفتح: «فتيان أضن بهما على النار: عتاب بن أسيد وجبير بن مطعم.» فولى عتابا وترك جبير بن مطعم. وقال الشعبي: لو ولد لي مائة ابن لسميتهم كلهم «عبد الرحمن» للذي رأيت في قريش من أصحاب هذا الاسم. ثم عد: عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، وعبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص. فأما عبد الرحمن بن عتاب فإنه صاحب الخيل يوم الجمل، وهو صاحب الكف والخاتم، وهو الذي مر به علي وهو قتيل فقال: لهفي عليك يعسوب قريش! هذا اللباب المحض من بني عبد مناف! فقال له قائل: لشد ما أبنته اليوم يا أمير المؤمنين! قال: إنه قام عني وعنه نسوة لم يقمن عنك.

قالوا: ولنا من الخطباء معاوية بن أبي سفيان، أخطب الناس قائما وقاعدا وعلى منبر وفي خطبة نكاح! وقال عمر بن الخطاب: ما يتصعدني شيء من الكلام كما تتصعدني خطبة النكاح. وقد يكون خطيبا من ليس عنده في حديثه ووصفه للشيء واحتجاجه في الأمر لسان بارع. وكان معاوية يجري مع ذلك كله.

قالوا: ومن خطبائنا يزيد بن معاوية، كان أعرابي اللسان بدوي اللهجة. قال معاوية - وخطب عنده خطيب فأجاد: لأرمينه بالخطيب الأشدق. يريد يزيد بن معاوية. ومن خطبائنا سعيد بن العاص، لم يوجد كتحبيره تحبير ولا كارتجاله ارتجال. ومنا عمرو بن سعيد الأشدق، لقب بذلك لأنه حيث دخل على معاوية وهو غلام بعد وفاة أبيه فسمع كلامه، فقال: إن ابن سعيد هذا لأشدق. وقال له معاوية: إلى من أوصى بك أبوك؟ قال: إن أبي أوصى إلي ولم يوص بي! قال: فبم أوصى إليك؟ قال: ألا يفقد إخوانه منه إلا وجهه.

قالوا: ومنا سعيد بن عمرو بن سعيد، خطيب ابن خطيب ابن خطيب. تكلم الناس عند عبد الملك قياما وتكلم قاعدا، قال عبد الملك: فتكلم وأنا والله أحب عثرته وإسكاته، فأحسن حتى استنطقته واستزدته. وكان عبد الملك خطيبا، خطب الناس مرة فقال: ما أنصفتمونا معشر رعيتنا، طلبتم منا أن نسير فيكم وفي أنفسنا سيرة أبي بكر وعمر في أنفسهما ورعيتهما، ولم تسيروا فينا ولا في أنفسكم سيرة رعية أبي بكر وعمر فيهما وفي أنفسهما، ولكل من النصفة نصيب. قالوا: فكانت خطبته نافعة.

قالوا: ولنا زياد وعبيد الله بن زياد، وكانا غايتين في صحة المعاني وجودة اللفظ، ولهما كلام كثير محفوظ.

قالوا: ومن خطبائنا سليمان بن عبد الملك، والوليد بن يزيد بن عبد الملك. ومن خطبائنا ونساكنا يزيد بن الوليد الناقص. قال عيسى بن حاضر: قلت لعمرو بن عبيد: ما قولك في عمر بن عبد العزيز؟ فكلح ثم صرف وجهه عني، قلت: فما قولك في يزيد الناقص؟ فقال: أو الكامل، قام بالعدل وعمل بالعدل وبذل نفسه وشرى وقتل ابن عمه في طاعة ربه، وكان نكالا لأهله، ونقص من أعطياتهم ما زادته الجبابرة، وأظهر البراءة من آبائه، وجعل في عهده شرطا ولم يجعله جزما. لا والله لكأنه ينطق عن لسان أبي سعيد - يريد الحسن البصري - قال: وكان الحسن من أنطق الناس. قالوا: وقد قرئ في الكتب القديمة: يا مبذر الكنوز، ويا ساجدا بالأسحار، كانت ولايتك رحمة وعليهم حجة. قالوا: هو يزيد بن الوليد. ومن خطبائنا ثم من ولد سعيد بن العاص: عمرو ابن خولة، كان ناسبا فصيحا خطيبا. وقال ابن عائشة الأكبر: ما شهد خطيبا قط إلا لجلج هيبة له ومعرفة بانتقاده. ومن خطبائنا عبد الله بن عامر، وعبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، وكانا من أكرم الناس وأبين الناس. كان مسلمة بن عبد الملك يقول: إني لأنحي كور عمامتي عن أذني لأسمع كلام عبد الأعلى. وكانوا يقولون: أشبه قريش نعمة وجهارة واقتدارا وبيانا بعمرو بن سعيد: عبد الأعلى بن عبد الله.

قالوا: ومن خطبائنا ورجالنا: الوليد بن عبد الملك، وهو الذي كان يقال له: «فحل بني مروان»، كان يركب معه ستون رجلا لصلبه. ومن ذوي آدابنا وعلمائنا وأصحاب الأخبار ورواة الأشعار والأنساب: بشر بن مروان أمير العراق.

قالوا: ومن أكثر نساك الملوك منا؟ منا معاوية بن يزيد بن معاوية، وهو الذي قيل له في مرضه الذي مات فيه: لو أقمت للناس ولي عهد؟ قال: ومن جعل لي هذا العهد في أعناق الناس! والله لولا خوف الفتنة لما أقمت عليها طرفة عين! والله لا أذهب بمرارتها وتذهبون بحلاوتها! فقالت له أمه: لوددت أنك حيضة. قال: أنا والله وددت ذلك.

قالوا: ومنا سليمان بن عبد الملك الذي هدم الديماس ورد المسيرين وأخرج المسجونين وترك القريب واختار عمر بن عبد العزيز، وكان سليمان جوادا خطيبا جميلا صاحب سلامة ودعة وحب للعافية وقرب من الناس حتى سمي المهدي، وقيلت الأشعار في ذلك.

قالوا: ولنا عمر بن عبد العزيز شبيه عمر بن الخطاب، قد ولده عمر وباسمه سمي، وهو أشج قريش المذكور في الآثار المنقولة، العدل في أشد الزمان، وظلف نفسه بعد اعتياد النعم حتى صار مثلا ومفخرا. وقيل للحسن: أما رويت أن رسول الله

Page inconnue