Les Épîtres de al-Jahiz

Al-Jahiz d. 255 AH
104

Les Épîtres de al-Jahiz

رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن

Genres

وهو البحر، وهو الحبر، وكان عمر يقول له في حداثته عند إجالة الرأي: «غص غواص.» وكان يقدمه على جلة السلف.

قال: وإن كان الفخر في البسالة والنجدة وقتل الأقران وجزر الفرسان، فمن كحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب؟ وكان الأحنف إذا ذكر حمزة قال: أليس. وكان لا يرضى أن يقول شجاع؛ لأن العرب كانت تجعل ذلك أربع طبقات: فتقول: شجاع، فإذا كان فوق ذلك قالت: بطل، فإذا كان فوق ذلك قالت: بهمة، فإذا كان فوق ذلك قالت: أليس. وقال العجاج: «أليس عن حوبائه سخي.» وهل أكثر ما يعد الناس من جرحاهما وصرعاهما إلا ساداتكم وأعلامكم؟ قتل حمزة وعلي عتبة والوليد، وقتلا شيبة أيضا شركا عبيدة بن الحارث فيه، وقتل علي حنظلة بن أبي سفيان. فأما آباء ملوككم من بني مروان فإنهم كما قال عبد الله بن الزبير لما أتاه خبر المصعب: إنا والله ما نموت جبحا كما يموت آل أبي العاص، والله ما قتل منهم قتيل في جاهلية ولا إسلام، وما نموت إلا قتلا، قعصا بالرماح وموتا تحت ظلال السيوف. قال أبو عثمان: كأنه لم يعد قتل معاوية بن المغيرة بن أبي العاص قتلا؛ إذ كان إنما قتل في غير معركة، وكذلك قتل عثمان بن عفان إذا كان إنما قتل محاصرا، ولا قتل مروان بن الحكم لأنه قتل خنقا، خنقته النساء! قال: وإنما فخر عبد الله بن الزبير بما في بني أسد بن عبد العزى من القتلى؛ لأن من شأن العرب أن تفخر بذلك كيف كانوا قاتلين أو مقتولين. ألا ترى أنك لا تصيب كثرة القتلى إلا في القوم المعروفين بالبأس والنجدة وبكثرة اللقاء والمحاربة، كآل أبي طالب، وآل الزبير، وآل المهلب؟ قال: وفي آل الزبير خاصة سبعة مقتولون في نسق، ولم يوجد ذلك في غيرهم: قتل عمارة وحمزة ابنا عبد الله بن الزبير يوم قديد في المعركة قتلهما الإباضية، وقتل عبد الله بن الزبير في محاربة الحجاج، وقتل مصعب بن الزبير بدير الجائليق في المعركة أكرم قتل، وبإزائه عبد الملك بن مروان، وقتل الزبير بوادي السباع منصرفه من وقعة الجمل، وقتل العوام بن خويلد في حرب الفجار، وقتل خويلد بن أسد بن عبد العزى في حرب خزاعة. فهؤلاء سبعة في نسق. قال: وفي بني أسد بن عبد العزى قتلى كثيرون غير هؤلاء: قتل المنذر بن الزبير بمكة، قتله أهل الشام في حرب الحجاج وهو على بغل ورد كان نفر به فأصعد به في الجبل، وإياه يعني يزيد بن مفرغ الحميري وهو يهجو صاحبكم عبيد الله بن زياد ويعيره بفراره يوم البصرة:

لابن الزبير غداة تدمر منذرا

أولى بكل حفيظة وزماع

وقتل عمرو بن الزبير، قتله أخوه عبد الله بن الزبير، وكان في جوار أخيه عبيدة بن الزبير فلم يغن عنه، فقال الشاعر يحرض عبيدة على قتل أخيه عبد الله بن الزبير ويعيره بإخفاره جوار عمرو أخيهما:

أعبيد لو كان المجير لولولت

بعد الهدوء برنة أسماء

أعبيد إنك قد أجرت وجاركم

تحت الصفيح تنبوبه الأصداء

اضرب بسيفك ضربة مذكورة

Page inconnue