هذا كتاب آخر ظهر أمس، جئت أتشرف برفعه اليوم إلى فخامتكم، وهو مجموعة صور لبنانية انتزعتها من فم الزمان قبل أن يلتهمها، ونشرتها قبل أن تطويها الأيام وتطويني.
إنني أرفع هذه الوجوه اللبنانية المختلفة الأشكال والألوان والميول إلى أمثل وجه لبناني عرفه تاريخ هذا الجيل.
أبقى الله سيدي للبنان العريق؛ ليظل معززا مرفوع الرأس. «وإذا سلمت له سلم.» كما قال أبو عبادة لممدوحه المعتصم.
أخيل إميل
21
أقبلك القبلة الأخوية، وأحمد الله على تذكرك معلمك بعد ربع قرن فأكثر، فدعوته إلى حفلة الكوكتيل التي أقمتها يوم الأحد ، ولكن سوء حظي حال دون حضوري. كنت في عين كفاع والرسالة قعدت تنتظرني في عاليه، فتناولتها أول أمس «الأربعاء»؛ فخيرها بغيرها ...
وسأحضر الأربعاء خصيصا إلى الندوة لأسمع محاضرتك، وبعد: فقد مررت أمام قصرك الجديد منذ ثلاثة أسابيع فأعجبني السور وكيف تكون الدور، ثم رأيت صورتك مع الأحبار الأجلاء الذين كرسوه بالماء المبارك. بارك الله في عمرك وفي عائلتك الكريمة.
ليس لي حق تكريس الماء، ولكن عندي خمر. وقد قرأت منذ عامين أنك أعددت في القصر كهفا خاصا بالنبيذ، وبناء على هذا سأحمل إليك عند ذهابي إلى البيت للانتخاب الفرعي الكسرواني ثلاثة صناديق من أنواع خمرتي؛ 30 زجاجة مختلفة الأعمار.
أما في الموسم القادم، أي في هذا الصيف، فسأعد لك مائة زجاجة: مرة وحلوة وبين بين، إن شاء الله.
أعرف أنك تستطيع أن تشتري ألوف الزجاجات، ولكن خمرتي مختلفة عن سواها نكهة وطعما وجودة، والامتحان أكبر برهان.
Page inconnue