سيدي الأستاذ مارون أبو المؤمنين، وأبو محمد!
أحييك تحية الولاء والاعتبار، وأدعو بفوزك وفلاحك، وأسأل العناية أن تزيدك قوة ومضاء لتخدم الأدب والعلم، وتنقي الزوان من الحنطة، وتجعلها صالحة للطحن والنخل والعجن؛ ومن ثم للتغذية.
طالعت ما تفضلت علي به من الإطناب في تقريظك العدد التاريخي، وقد شعرت كما يشعر التلميذ عندما ينال جائزة ثمينة في آخر السنة: شعور فرح واغتباط، أو كما يشعر الجندي عندما يقلده قائده وسام الاستحقاق مكافأة على جهاده.
فتقريظك، يا سيدي، للعدد المذكور هو بمثابة وسام غالي الثمن وضعته على صدر أبي الهول، فلمعت جواهره في نفسي، وجئت الآن أشكرك من صميم فؤادي على ذلك، وأرجو الله أن يعينني على خدمة بلادي وأبناء بلادي بعد أن قاربت من السبعين، وأن يبقيك سالما معافى لخير العلم والنقد والأدب والثقافة.
بعد هذا أرغب إليك، أيها اللبناني الحافظ في صدره كل شاردة وواردة من أمثال وحكم وطنية، فضلا عن اللغة التي تملكت زمامها، أن تتكرم علي برسمك العزيز لأحفظه مع رسوم من أجلهم وأحبهم.
والسلام عليك من مقر بفضلك.
شكري الخوري
في 27 آيار سنة 1937
سيدي الأستاذ الجليل
من حضر فما غاب. هكذا يقول المثل اللبناني، وفي الأعذار ما يقال وما لا يقال؛ فأرخوا ذيل العفو على تقصيري، وظنوا خيرا ولا تسألوا عن الخبر.
Page inconnue