وقوله: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ ١، وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾ ٢، وغير ذلك من الآيات.
قال الشيباني، ﵀:
وإيماننا قول وفعل ونية ... ويزداد بالتقوى وينقص بالردى
وقوله ﷺ: " الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها: قول "لا إله إلا الله"، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق " ٣، وقوله ﷺ: " فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان " ٤، وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ ٥، ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ ٦. فقال الطواغيت الذي قال الله فيهم: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ ٧: إن فساق مكة حشو الجنة، مع أن السيئات تضاعف فيها كما تضاعف الحسنات؛ فانقلبت القضية بالعكس، حتى آل الأمر إلى الهتيميات المعروفات بالزنى والمصريات، يأتون وفودًا يوم الحج الأكبر، كل من الأشراف معروفة بغيته منهن جهارًا، وأن أهل اللواط وأهل الشرك، الرافضة وجميع الطوائف من أعداء الله ورسوله آمنين فيها، وأن من دعا أبا طالب آمن، ومن وحد الله وعظمه ممنوع من دخولها ولو استجار بالكعبة
_________
١ سورة التوبة آية: ١٢٤.
٢ سورة الأنفال آية: ٢.
٣ مسلم: الإيمان (٣٥)، والترمذي: الإيمان (٢٦١٤)، والنسائي: الإيمان وشرائعه (٥٠٠٥)، وأبو داود: السنة (٤٦٧٦)، وابن ماجة: المقدمة (٥٧)، وأحمد (٢/٤١٤) .
٤ مسلم: الإيمان (٤٩)، والترمذي: الفتن (٢١٧٢)، والنسائي: الإيمان وشرائعه (٥٠٠٨، ٥٠٠٩)، وأبو داود: الصلاة (١١٤٠) والملاحم (٤٣٤٠)، وابن ماجة: إقامة الصلاة والسنة فيها (١٢٧٥) والفتن (٤٠١٣)، وأحمد (٣/١٠، ٣/٢٠، ٣/٤٩، ٣/٥٢، ٣/٥٤، ٣/٩٢) .
٥ سورة الحج آية: ٢٥.
٦ سورة الحج آية: ٢٦.
٧ سورة التوبة آية: ٣١.
1 / 97