============================================================
هي النفس الكلية كان مثله مثل من اوقد نارا وحدها، وإذا عرف الكلمة كان مثله مثل من اوقد نارا وشمعا، وإذا عرف السابق الذي مثله مثل القطن، تم له وقيد الشمعة بالحسكة حاملتها، كذلك كملت حدود التوحيد. كذلك من عدم معرفة هذه الخمسة حدود لم يعرف التوحيد في وقتنا هذا وكان توحيده دعوى. فليعلموا1 الموحدون ذلك ويعتقدو ولا يعبدوا المولى بلا معرفة.
قد قال: "وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه" 1/65]، فاشار إلى المسلك الثالث الذي نطق القرآن في قوله وضرب بينهم بسور له باب" [13/57]، السور الشريعة والباب الأساس، كما قال الناطق: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وقال : "باطنه يه الرحمة"، فدل بان الرحمة غير الباطن، وقال : والظاهر "من قبل العذاب" [13/57]، الناطق صاحب الظاهر والأساس صاحب الباطن، و والقائم صاحب الرحمة، وقال : "منها خلقناكم" ، يعني الظاهر، "وفيها عيدكم" ، يعني الباطن، "ومنها نخرجكم تارة أخرى" [55/20]، يعني اخراج الموحدين من الظاهر والباطن إلى المسلك الثالث وهو مسلك التوحيد.
والناس ثلاثة أجناس، فأهل الظاهر يقال لهم مسلمون، وأهل الباطن يقال لهم مؤمنون، وأهل قائم الزمان يقال لهم موحدون، فتأمل أيها الطالب المسترشد هذه الثلاث معاني ما لها رابع: الزوج والفرد ما بينهما. فكل من ذكر عن نفسه انه موحد وهو متمسك بشيء من اشرع، فقد ابطل وكذب في قوله، بل هو ملحد كافر؛ ومن كان من اهل الباطن تأويليا، وذكر عن نفسه انه موحد، فقد كذب وابطل في
Page 713