84

Lettres sur la langue

رسائل في اللغة (رسائل ابن السيد البطليوسي)

Chercheur

د. وليد محمد السراقبي

Maison d'édition

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م.

Lieu d'édition

الرياض

موقع صاحبتها مع حفظها لأصل وضعها، وهذه سبيل المجاز: لأنه عارض يعرض للشيء فيستعار في غير موضعه، ولا يبطل ذلك حقيقته التي وضع عليها. ومثال ذلك: المدح والذم، فإنهما وضعا على التناقض في أصل وضعهما، ثم يعرض لهما المجاز [لأنه عارض يعرض] فيستعمل الذم مكان المدح، كقول القائل: أخزاه الله ما أشعره ولعنه الله ما أفصحه! وقد يستعمل المدح مكان الذم فيقال للأحمق: «يا عاقل!»، وللجاهل: «يا عالم!»، وللبخيل: «يا جواد!». وذلك على سبيل الهزء. قال الله تعالى حكاية عن قوم (شعيب) أنهم قالوا له: ﴿إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ [هود ٨٧: ١١] وقال فرعون: ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ [الدخان ٤٩: ٤٤]. ومثله قول الشاعر: (وقلت لسيدنا: يا حكيـ ... ـم إنك لم تأس أسوًا رفيقًا).

1 / 122