============================================================
وتقديس الحق والعلم والعناية بهما من المميرات الاساسية للإسلام وللروح الإسلامية من أول الامر . ولذلك اجتهد المسلمون فى تعرف ثمرات الفكر الاجنبى فى كل علم ، وفى ضمه، أيا كان مصدره ، إلى تراثهم الفكرى . وكان شعار الباحثين المسلين ، لما انقتحت عليهم العوالم الفكرية للامم الاخرى ، أن بذكررا آيات القرآن الكثيرة فى الحض على العلم وفى امتداح الحكمة . وكان شعارهم كلات ميلة بنسبها مؤرخو الفلسفة المسلون للنبى عليه الصلاة والسلام مثل .0 نضم الحدية ونعسمت العطية الكلمة الطيبة من كلام الحكمة، يسمعها الرجل المؤمن، ثم ينطوى عليها . حتى بهديها لاخبه المؤمن ، *الحكمة ضالة المؤمن، يأخذها من ت وجدها، ولا يبالى من أى وعاء خرجت ، و من زهد فى الدنيا أسكن اله الحكمة فى قلبه وأنطق بها لسانه ، ومثل وصية النبى لحذيفة : مخالط الحكماء وسائل العلياء وجالس الكبراء"(1) ، ومثل الكلمة النى ينسبونها إلى على رضى الله عنه : لاتعرف الحق بالرجان، اعرف الحق تعرف أهله، . وقد اعبر المسليون، تمشيا مع دينهم ، آن الحكمة ، إلى جاتب الايمان ، سبيل إلى النجاة بالروح من علاثق هذه الدنيا وآفاتها ومعاطبها(2) . وكان المهم عندهم هو أن تتسم المعارف التى يقتنونها بسمة الحق.
فلا عجب أن نحمد الكندى، فيلسوف العرب والمسلم الغيور، يعرف للحق قدره ، فيقول مثلا 121 : وينبغى لنا ألا نستحى من الحق واقتناء الحق من أين اتى، وإن أنى من الاجناس القاصية عنا والامم المباينة لنا؛ فونه لاشىء أولى
بطالب الحق من الحق ، وليس ينبغى بخن الحق ولا تصغير بقائله ولا بالاتنى به ، ولا أحد بخس بالحق، بل كل يشرفه الحق، ويعبرالكندى عن شكره لكل من جاء بشىء من الحق مهما كان يسيرا . لأن معرفة الحقيقة ثمرة لنضامن الاجيال الإنسانية فى صصور متطاولة ، كل جيل يضيف إلى التراث الإنانى ثمرة فكره ويمهد السييل لمن يجيء بعده : (1) راجع صحا من كتاب نزهة الأرواح وروصة الأنراع لاشهرزورى صورة قوتوفراية بمكتية الجامعة بل يذكر الشهر زورى ما يؤخد منه أن النى عليه اللام كان رف اخبار أرسطو وكان چدره حق كدره . وهذا يحتاج انى تتتيق (2) راجع نهايات رسائل الكندى مثلا* (2) ص 103 من الرسائل:
Page 78