============================================================
هم المسلون ، على حين أن الصابئة هم الذين يشير إليهم القرآن ، وهم منكرو الرسالات البشرية والهدى الالحى بالوساطة النبوية ومنكرو الوحى والكلام الالحى- فشريمتهم عقلية روحانية، وهم ينبونها إلى شخصيات فلسفية دينية مثل هرمس وغيره وبالرغم من آنه يحب على الباحث عند الاعتماد على الشهرستانى أن يحترس من أن يعتبر نص كلامه تعبيرا صادقا دقيقا عن آراء المتقدمين - لان هذا العالم ، على علو كعبه فى العلم بمقالات المتقدمين وتاريخها ، كتب فى عصر متأخر كانت فيه الآراء قد اتقرت وتحددت، فأخذت العبارة عنها صورة تكاد تكون ثابتة - فان ما فى كلامه عن الصابية من آراء وعبارات تشبه ماعند المعنزلة فيما يتعلق بأول واجب على الإنسان مثلا وما عند الكندى فيما يتعلق بالعلاقة بين العالم العلوى والسفلى ، لابد أن يكون له أصل ، لعله كان فى البيثة العقلية عند المفكرين الإسلاميين أحد مصادر تفكيرهم . وكثير من آراء الصابئة كأنه قد عدل عند المعتزلة وعند الكندى وهذب بما يتفق مع مقتضيات الفكر فى عصرهم . وبعد هذا فإذا صح أن الكندى الذى يعجب بكتابهم فى التوحيد هو الكندى الفيلسوف وهو ما ترجحه - فإن تراث الصابثة الديى والفلسنى ، الذى ظل كبار علماء المسلين يؤرخونه قرونا طويلة وبلغ من الأهمية أن يسجله الشهرستانى، جدير بدراسة خاصة، لان هده الدراسة كفيلة من الناحية التاريخية بأن تتيح بيانا لمادة كانت موجودة تحت نظر متفلفة الإسلام ، ولانه لا شك أن كثيرا من الصايثة دخلوا فى الإسلام بمعارفهم وعقولهم . مما لا بد أن أثره قد ظهر فى الوقت المناسب ، وأخيرا لان علياء الحرانيين مثل ثابت بن فرة الحراتى المتوفى سنة 288 ه وابنه سنان بن ثابت وغيرهم من كبار العلياء بالطب والحكمة فد اشتركوا فى الحياة العليية الإسلامية منذ ايام المعتضد وصارت لهم رثاسة . وهذا لن يضر الحق فى شىء، لان الحق بين ولان علماء الإسلام دأبوا على الإنصاف فى تأريخهم لارائهم وآراء تخالفيهم ، فقرروا الحق فيما بينهم وردوا الباطل إلى أصوله الاجنبية . وقرروا الحق والباطل عند خصومهم دون تعصب أو هوى أو احتكام لغبر العقل والواقع الثابت .
ومن الجائز أن يكون هؤلاء الصايئة أتباع دياتة قديمة قد اختلطت بالفلسفة.
Page 69