============================================================
المستشرقون إلى ما تنبه إليه المؤلفون الإسلاميون، ولكنهم بدافع آخر بالغوا م من جانبهم أيضا فى إنكار طرافة التفكير الإسلامى وفى التماس أصل أجنبى لكل آراء المفكرين الإسلاميين . وليس هذا بغريب من جانب المستشرقين لانهم يانمسون أصلا أجندا للإسلام نفسه . ولاشك أن فى صنيع الفريقين خطا
وافراطا ، ذلك أن كثيرا من الآراء الفلصفية التنى ذهب إليها المفكرون الاسلا ميون لها أصل إسلامى بل قرآنى، وقد أوحى بها الإسلام نفسه إلى جانب التفلسف الاجنى . ولما صيفت هذه الآراء حملت طابعا من مصدريها المختلفين .
وقد كتب الكثير من حيث الجملة والتفاصيل عن مصدر التفلسف الإسلاى .
و أحب أن أشير هنا إلى ناحية أعتقد أنها لم تلق حتى الآن عناية كافية من حيث كونها مصدرا أعطى المعتزلة والكمتدى أيضا بعض النزعات الفلسفية ، وهذه الناحية هى مذاهب الحر نانيين الكلدانيين والصايية وسيكون كلا منا عن ذلك مدتندا إلى مؤلقات الإسلاميين ، لان ذلك أمعن فى الدلالة على ما نريد أن تتبه عليه حاول احد المستشرقين المتعمقين أن يبين تأثير مذاهب الحرنانيين فى المذهب الطبيعى عند الرازى الطبيب ، حمد بن زكريا (1) . أما تاثير الصابثة فهو الذى تريد أن تلفت التظر إليه .
ورد ذكر الصابيين فى القرآن (2) كفرقة دينية إلى جانب اليهود والنصارى، لا عملها وحسابها عليه . وقد عو ملوا من أول الأمر معاملة أهل الكتاب ، لانهم كان لهم شبهة كتاب . ولا يمكن ان يتمتعوا بهذه المعاملة وأن يبقى لهم كيانهم ونظام حياتهم الدينية ورثاستهم الروحية من غير أن يكون لذاك أساس مقبول فى نظر الإسلام .
ويذكر ابن النديم(4) رؤساء الصابثة ومدة رثاسة كل منهم منذ ايام عبد الملك ابن مروان، آآى منذ أو اسط العصر الاموى حتى عهد ابن النديم نفسه فى النصف الثانى من القرن الرابع المجرى. وقد ترجمت كتبهم الدينية كما ترجم (1) راج كتاب منحب الترة عند الدين طبعة اامرة 1946 ص 90 فا بدها .
(2) سورة *( البقرة) آية 61" صورة * (للائدة) آية 19 () الرست س24
Page 66