============================================================
صلبق ، وبذلك اشتملت الدولة العريية الاسلامية على نقاقات معقدة متداخلة قد تشكلت عند كل طائفة فى صورة خاصة . ولكن نظرا لسرعة اندفاع الإسلام فى اتتشاره وسرعة قيام دولة له وطيدة الاركان، ونظرا لقوة الدين الحديد وثروته الكبيرة التى ملات عقول متبعيه من محتلفى الامم على نحو مفاجىء" وأخيرا نظرا لباطة أصول الدين الجديد ووضوحها بالنسبة للنحل والاراء السابقة بما كان فيها من اضطراب مصدره الخلاف وكثرة الجدال حول آراء غير واضحة ، فإنه لم يمكن ان تبدأ آثار العقلية الاجنية فى الظهور إلا بعدحين، وذلك فى أثتاء عملية تمثيل للدين الجديد وعملية مراجعة وتصفية للنحل والاراء التى كان عليها المسليون من غير المرب . فليا بدأهؤلاء يشتر كون فى البحث الدينى النظرى ظهرت نزعات وآراء جديدة ، واثيرت مشكلات لم يسبق بها عهدو حلت مشكلات قديمة على نحو جديد وتغذت بمادة جديدة هذا ماحدث فى النصف الثانى من القرن الأول والنصف الأول من القرن الثانى للهجرة، من تفصيل البحث فى حرية الارادة وبداية البحث فى مسآلة الصفات الالهية وفى مصادر المعرفة الدينية .
حفى إذا تامت دولة العباسيين واتسعت الروح الانسانية وروح الدوةة الاسلامية نفسها من طريق مطالبة غير العرب بالرجوع الى القواعد الديمقراطية اللاسلام الأول ، عند ذلك ظهرت نزهات آخرى تجلت فى الاتجاه العقلى وفى حرية البحث وتتوعه الى حد هودة بعض الآراء القديمة الى الظهور وبداية الافكار الإلحادية . فلا ترجمت آثار الفكر الاجتبى، خصوصا اليونانى فتحت أمام المفكرين آفاق واسعة وظهرت مادة كبيرة لصوغ المشكلات وحلها وازدهر علم الكلام النظرى على يد المعتزلة . وإذا صرقنا النظر عن مذاهب أفراد من المتطرفين الذين لا يخلو منهم عصر والذين لايمثلون إلا نزعاتهم الخاصة، أو عن مذاهب بعض من ألبسوا آراءهم الدينية والفلسفية السابقة ثوب الإسلام أو ألبسوا الإسلام ثوبها، سواء فى ميدان العفائد أو فى غيره ، كيدا للأسلام ومحاولة لتشويشه وتفكيك بناته من الداخل ، أو أخيرا عن مذاهب فرق تكاد تكون هى المذاهب القديمة غير الإسلامية ، وجدتا أن كل أهل النظر من متكلمى الإسلام الذين يستحقون هذا الاسم يمثلون أصول الإلام بحسب تصور له ، يتراوح بين قبول
Page 63