رسائل الشيخ الحمد في العقيدة
رسائل الشيخ الحمد في العقيدة
Genres
وتسميتهُ تعالى بما لم يسمِّ به نفسه، أو إنكار ما سمَّى به نفسه جناية في حقه تعالى فوجب سلوك الأدب، والوقوف مع النص.
_القاعدة السادسة_ أسماء الله غير محصورة بعدد معين:
لقوله"في الحديث المشهور: =أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك+ (١) .
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن أحدًا حَصْرُه، ولا الإحاطة به.
قال ابن القيم×في قوله": =استأثرت به+: =أي انفردت بعلمه، وليس المراد انفراده بالتسمي به؛ لأن هذا الانفراد ثابت في الأسماء التي أنزل بها كتابه+ (٢) .
وأما قوله"في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: =إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة+ (٣) فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة =إن أسماء الله تسعة وتسعون اسمًا من أحصاها دخل الجنة+.
قال ابن القيم×في بيان مراتب إحصاء أسماء الله التي من أحصاها دخل الجنة:
=المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها.
المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها.
المرتبة الثالثة: دعاؤه بها كما قال تعالى: [وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا] (الأعراف: ١٨٠) .
وهو مرتبتان، إحداها: دعاء ثناء وعبادة، والثاني: دعاء طلب ومسألة+ (٤) .
_القاعدة السابعة_ أن من أسماء الله _تعالى_ ما يطلق عليه مفردًا ومقترنًا بغيره، ومنها ما لا يطلق إلا مقترنًا بمُقابله:
فغالب الأسماء يطلق مفردًا ومقترنًا بغيره من الأسماء، كالقدير، والسميع، والبصير، والعزيز، والحليم.
فهذه الأسماء وما جرى مجراها يسوغ أن يدعى بها مفردة، ومقترنة بغيرها، فنقول: يا عزيز، يا حليم، يا غفور، يا رحيم.
(١) رواه أحمد ١/٣٩٤، وصححه الألباني في الصحيحية (١٩٩) .
(٢) بدائع الفوائد ١/١٦٦.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) بدائع الفوائد ١/١٦٤.
4 / 15