رسائل الشيخ الحمد في العقيدة
رسائل الشيخ الحمد في العقيدة
Genres
وضد الصدق الكذب، فإن كان العبد كاذبًا في إيمانه فإنه لا يعد مؤمنًا، بل هو منافق؛ وإن نطق بالشهادة بلسانه، وحاله هذه أشد من حال الكافر الذي يظهر كفره.
فإن قال الشهادة بلسانه وأنكر مدلولها بقلبه فإن هذه الشهادة لا تنجيه، بل يدخل في عداد المنافقين، الذين ذكر الله عنهم أنهم قالوا [. . . نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ] (المنافقون:١) . فرد الله عليهم تلك الدعوى بقوله: [وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ] (المنافقون:١) .
وقال_تعالى_أيضًا في شأن هؤلاء: [وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ] (البقرة:٨) .
وقال: [وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ] (البقرة:٢٠٤) .
والأدلة في ذلك كثيرة جدًا وهي مبسوطة في أوائل سورة البقرة، وفي سورة التوبة أيضًا وغيرها.
فإذا قامت أعمال الإنسان واعتقاداته على عقيدة سليمة كان الإيمان قويًا سليمًا، وبالتالي يكون العمل مقبولًا بإذن الله، والعكس بالعكس.
ثم إن الناس يتفاوتون في الصدق تفاوتًا عظيمًا.
ومما ينافي الصدق في الشهادة تكذيب ما جاء به الرسول"أو تكذيب بعض ما جاء به؛ لأن الله_سبحانه_أمرنا بطاعة الرسول وتصديقه، وقرن ذلك بطاعته قال_تعالى_: [مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ] (النساء:٨٠) .
وقد يلتبس على بعض الناس الأمر في موضوع اليقين والصدق، لذا يقال: إن اليقين أعم من التصديق، وعلى ذلك يكون كلُّ موقن مصدقًا، وليس كل مصدق موقنًا؛ أي بينهما عموم وخصوص كما يقول أهل الأصول؛ أي أن الموقن قد مر بمرحلة التصديق.
٦_الإخلاص: وهو تصفية الإنسان عمله بصالح النية من جميع شوائب الشرك.
6 / 22