============================================================
وسالة المحلص في ولاكه شهاب الدين أبا جفر أحمد بن عبد الحق بالقصد الثاني، جعل الله سعايته صادقة ومتبولة عنده وحفظ عليه قلبه وديته وعهده وسلم من الطرد القاطع علمه وعقده وأنجح من كل الجهات سعيه وقصده، وأطلع في مطالع البر قدره وجحده، ورزقه فضيلة يلغ بها في المراتب العالية وسعه وجهده وقد آذنت له آن يحدث عنى بكل معلوم تحصله فضيلة الرواية والدراية، وتظهره مهنة القراعة ورحمة العتاية ثم يقوم على أحكام الوراثة في مقام المحداية للمسترشدين قيام الوارث الواصل، ثم الفاضل الفاصل، وبفتح الزاوية، ويأمره بفتحها، ويكتب الاجازة ويسط السجادة ويأحذ الصمد، ويجعل ذلك عن لواحقه، ثم عنه، ويلغ الغاية في التيابة وله ومنه.
لا زالت عناية الله به حتى تحمله إلى دار الأقطاب تحصله في حيط الحققين، ودائرة الانتصاب والاقتضاب، ومهد له درجات المعرفة، وأوثق به حبل الألفق وعرفه في كل ما يعثر منه صتعا جميلا، ولطفا حفيا جليلا، ويسر عليه في سبيله ما هو كما قال الله تعالى: (أشه وطتا وأقوم قلا) [المزمل: 6] .
ولا برحت الأنوار الإلهية تكشف له عن الخفيات، والعناية العالية الآلية تدبره حتى تصل له الغايات بحصول الأولويات، والمواهب الملكوتية تقيده تقيد الحصوصية الصمدية، والبركات الكافية تحمله الى الحماية الأحدية، وأنعم عليه بالفطرة التي تكون النفس مطفتة صورها الحمة والقومة ثم يزيده من فضله حتى تكون الحكم اللدنية طبيعته المسلمة والمعلمة، تدبير يعتمد أسعده الله وأيده على الله في كل الأمور، ويسلط الفقه على كل اكوانه الكلية والجزئية، ويكون مع الحق على اي حال كان بتدبير العلم الجامع، ويجعل القرآن امامه، والسنة طريقه اليه، ثم الى كل المعاملات، ويعمل على المعارف، ولا يرجع عن نوع من آنواعها، ولا يقنع من رب البرية، ولا يطلب غيره وكما أفرده بالربوبية، ثم في الأفعال، ثم في الوجود يتوحد أيضا فيه، ويكون الواحد الواحد بالقصد المتوحد في طلب الواحد، ويجمع كل الأغراض والأحكام والحركات والسكنات كلها إليه ولأجله ويصد على درج التحقيق حتى يعجز قدم المبالغق وينظر في غيب الغيب حتى يكل نظر بصيرة الغاية.
ويرسل رسل فهمه وفكره إلى فضل الله كيف كان حتى يقف طير الاغياء والنهاية، ويشد يد العناية على الررع الحض، ويكون على قدر ونحو الصواب بحيث يسلم في الفقيه، ويستحنه العقل، ويواقق صيح النقل: ولا يتهاون بقضيته المفردة في الأنفاس الداكرة عليه في الزمان الفرد فإن قضية البحث
Page 315