Danse des ombres heureuses

Rihab Salah Din d. 1450 AH
93

Danse des ombres heureuses

رقصة الظلال السعيدة

Genres

قالت: «لم تقل لها مادي سوى أنها ستدخل لتجري فحصا طبيا، وأن الأمر سيستغرق نحو ثلاثة أسابيع. دخلت أمك وهي تظن أنها ستخرج في غضون ثلاثة أسابيع.» كانت الخالة آني تهمس كما لو كانت خائفة من أن يسمعنا أحد. واصلت: «هل تعتقدين أنها كانت راغبة في البقاء هناك حيث لا أحد يستطيع أن يفسر ما تقول، وحيث لن يسمحوا لها بأن تبرح فراشها؟ كانت تريد العودة إلى المنزل.»

قلت: «لكن مرضها كان أشد من أن يسمح لها بذلك.» «لا، هذا ليس صحيحا، كانت على حالها المعتادة، تتدهور قليلا شيئا فشيئا بمضي الوقت. لكن بعد أن دخلت هناك شعرت بأنها سوف تموت، كل شيء من حولها كان مغلقا، فتدهورت سريعا.»

قلت: «لعل هذا كان سيحدث على أية حال. ربما عاجلا أو آجلا.»

لم تعرني الخالة آني اهتماما، وأكملت: «ذهبت لرؤيتها، ولشد ما سرت لرؤيتي لأنني كنت أستطيع تفسير ما تقوله. قالت: خالتي آني، إنهم لن يبقوني هنا إلى الأبد، أليس كذلك؟ فقلت لها: بلى.

فقالت أمك: «خالتي آني، اطلبي من مادي أن تعيدني إلى المنزل ثانية وإلا فسأموت.» لم تكن ترغب في الموت. ألم يخطر على بالك قط أن إنسانا يمكن أن يرغب في الموت لا لسبب سوى أن الجميع من حوله يرون أنه لا داعي لبقائه على قيد الحياة؛ لذلك أخبرت مادي أن تخرجها، لكنها لم تقل شيئا. كانت تذهب إلى المستشفى يوميا وترى أمك، ولا تأخذها إلى المنزل. قالت لي أمك إن مادي قالت لها: «لن آخذك إلى المنزل.»»

قلت: «لم تكن أمي تقول الحق في بعض الأحيان. تعلمين هذا خالتي آني.» «هل نما إلى علمك أن أمك خرجت من المستشفى؟»

أجبتها: «لا.» لكنني لم أشعر بالمفاجأة، لم أشعر إلا بشعور بالخوف يسري في جسدي، توق إلى ألا أعرف؛ وفوق هذا شعور بأنني أعلم مسبقا ما سيجري إخباري به، دائما كنت أعلمه. «مادي، ألم تخبرك؟» «لا.» «حسنا لقد خرجت. خرجت من الباب الجانبي الذي تدخل منه سيارة الإسعاف، إنه الباب الوحيد الذي لا يغلق. حدث ذلك ليلا حينما لم يكن هناك عدد كبير من الممرضات لمراقبة المرضى. ارتدت روبها وخفها - كانت هذه أول مرة ترتدي شيئا بنفسها منذ سنوات - وخرجت من المستشفى. كان ذلك في يناير، فوجدت الجليد يتساقط، لكنها لم تعد إلى الداخل. كانت قد توغلت مبتعدة في الشارع حينما أمسكوا بها. وبعد ذلك ثبتوا لوحا على فراشها.» «الجليد، الروب والخف، لوح فوق الفراش!» صورة كنت أميل كثيرا إلى مقاومتها. ومع ذلك لم يكن لدي ثمة شك بأنها حقيقية، كل هذا كان حقيقيا وكما حدث تماما. كان هذا ما يمكن أن تفعله، فكل حياتها التي كنت أعرفها خلالها أدت إلى ذلك الهروب.

قلت: «إلى أين كانت ذاهبة؟» لكني كنت أعلم أن هذا السؤال لم تكن له إجابة. «لا أدري. ربما لم يكن ينبغي أن أخبرك. أوه، هيلين، حينما عثروا عليها حاولت أن تركض. حاولت أن «تركض».»

الهروب الذي يكدر الجميع. حتى وراء وجه خالتي المألوف الناعم، توجد امرأة أخرى مسنة وأكثر بدائية، يمكن أن ترتعب في مكان لم يمسه إيمانها قط.

بدأت تطوي الملابس وتضعها ثانية في الصندوق. وقالت: «ثبتوا لوحا بالمسامير فوق فراشها. لقد رأيته. لا يمكنك أن تلومي الممرضات. إنهن لا يستطعن مراقبة الجميع. ليس لديهن وقت لذلك.

Page inconnue