قالت ماي: «هل يمكنني أن أذهب للسباحة مع يوني وهيذر سو؟»
سألت الجدة بنبرة تكاد تكون محايدة: «أين ستذهبن للسباحة؟» كانت تعلم أن لا مكان يصلح للسباحة إلا مكان واحد. «ثيرد بريدج.»
كانت يوني وهيذر سو قد دخلتا المتجر ووقفتا عند الباب. ابتسمت هيذر سو برقة وأدب إلى المرأة العجوز. «لا، لا يمكنك.»
قالت ماي: «المياه ليست عميقة هناك.»
بدرت عن الجدة غمغمة غير مفهومة، ثم جلست منحنية، مرفقها فوق ركبتها وذقنها مستند على إبهامها. لم تكلف نفسها رفع ناظريها.
قالت ماي بعناد: «لم لا يمكنني الذهاب؟»
لم تجب الجدة. بينما يوني وهيذر سو تراقبان المشهد من عند الباب.
قالت ثانية: «لم لا يمكنني؟ جدتي، لم لا؟» «تعلمين السبب.» «لماذا؟» «لأن هذا هو المكان الذي يرتاده كل الفتيان. أخبرتك هذا من قبل. لقد صرت الآن كبيرة بما يحول دون هذا.» أطبقت فمها بشدة، وارتسمت على وجهها تجعدات تحفظ راض وكريه، ثم سددت نظرة طويلة إلى ماي حتى علا وجهها توهج خزي وغضب، ثم اعترى وجهها هي حيوية ما وأضافت: «دعي الأخريات يلاحقن الفتيان، وانظري ما سيجلبه عليهم ذلك.» لم تكن قد وجهت أية نظرة إلى يوني وهيذر سو لكن حينما قالت ذلك استدارتا وهرعتا إلى خارج المتجر. كان بالإمكان سماعهما تجريان بجانب مضخة البنزين وتنفجران في نوبة مجلجلة، ويائسة نوعا ما، من الضحك. لم يبد على المرأة العجوز أنها سمعت ذلك.
لم تقل ماي أي شيء. كانت تستكشف في العتمة بعدا آخر للشعور بالمرارة. كانت تشعر بأن جدتها لم تعد «مقتنعة» بالأسباب التي تسوقها هي نفسها، وأنها لا تكترث لذلك، لكنها تخرج نفس تلك الأسباب من جعبتها، وتلوح بها بخبث، لا لشيء سوى أن ترى كم الأذى الذي يمكن أن تحدثه. قالت الجدة: «البنت هيذر ... ماذا كان اسمها؟ رأيتها تترجل من الحافلة صباح اليوم.»
سارت ماي خارجة من المتجر إلى الغرفة الخلفية مارة بالمطبخ إلى الفناء الخلفي. ذهبت وجلست إلى جانب المضخة. ثمة قناة خشبية عتيقة، تعلوها خضرة العفن، ممتدة من صنبور المضخة إلى جزيرة من الطين المبتل وسط مجموعات من الأعشاب الجافة. كانت تجلس هناك، وبعد وهلة رأت علجوما ضخما، حسبته هي مسنا ومنهكا، يتقافز متعثرا وسط العشب، فأوقعت به بين يديها.
Page inconnue