دهن الذئب.
لحافه فراء الذئب.
مذبته ذيل الذئب.
عندما يستيقظ ناظرا لضوء الفجر عبر باب الكهف الكبير المنغلق بأغصان شوكية، يرى وجه الذئب المحنط المعلق على بوابة الكهف محملقا بعينين مفرغتين من الداخل نحوه، نحو أهل الكهف الذين استيقظوا في وقت سابق وذابوا في المكان.
كل شيء، الذئب.
بين حين وآخر تزوره الفتاة المترجمة تسأله ما إذا كان يريد شيئا، ثم تنصحه بأن يأكل كل ما يؤتى إليه به من أشياء ذئبية؛ لأن هذا يعجل بإطلاق سراحه، وأن لحم الذئب مفيد لجسد الإنسان، وأنه يجعل القلب أكثر ثباتا، الأقدام أكثر قوة، العينين أكثر رؤية. لم تقل له إنه محرم أكله على قبائل الدغل كلها.
لأنه جدهم في الروح.
بدأ يلاحظ أن وزنه أخذ في الزيادة بصورة واضحة، أرجع ذلك لعدم ممارسته الرياضة، وأن الطعام شديد الدسم، وأن الذئب كان شحما جدا، أرجع ذلك للطمأنينة النسبية، حسها بعد قضاء أسبوع كامل بالكهف واعتياده على المكان.
إذ قال لنفسه: سأقوم باستكشاف المكان وإلا أصبحت فيلا آدميا، دعني أمشي هنا وهنالك، لماذا لا أبحث عن العين المائية؟ ربما رفهت عن نفسي بدهشة الاكتشاف، ولم لا؟
لبس نعله الواقي الثقيل «الكولمان»، مضى تاركا الشمس خلف ظهره نحو مغرب الشمس؛ لأنه إذا فشل في الوصول إلى العين غربا اتجه شرقا، ثم بقية اتجاهات الدنيا الكثيرة، لديه من الزمن ما يكفي للدوران حول الجبل كله ألف مرة، لديه من الزمن ما يكفي لأكل ذئب كبير عجوز قذر.
Page inconnue