Ragnarok : La Fin des Dieux
راجناروك: نهاية الآلهة
Genres
كانت شجرة البحر تعيش وسط عالم يموج بكائنات بحرية أخرى، بدءا من المساحات الشاسعة التي تغطيها طحالب الصخور إلى متشابكات البحر، والأعشاب المتشابكة، وطحالب اللاميناريا الإصبعية، وأحزمة فينوس، وأعشاب ذنب الخيل البحرية، وطحالب السكرينة العريضة التي تشتهر باسم مآزر الشيطان، وطحالب الأسيتابولاريا التي تشتهر باسم كئوس نبيذ حوريات البحر. مرت أسراب من الأسماك الكبيرة والصغيرة، وأسراب مندفعة على شكل كرة ضخمة من أسماك الرنجة، وأسراب سريعة من أسماك التونة. وهناك أنواع عديدة من أسماك السلمون التي تسبح في رحلاتها الطويلة، مثل الشينوك، والكوهو الفضي، والسوكي الأحمر، والوردي، والتشم والكرزي. وتوجد سلاحف خضراء ترعى في الأوراق السرخسية. كما توجد أشكال مختلفة من أسماك القرش الانسيابية، مثل قرش الدراس، والماكو القصير الزعنفة، وبربيجل، والتوب، والفهد، والغامق، وقرش الجرف الرملي، والقرش الليلي، وهم صيادو صائدي الأسماك الأخرى. مزقت الحيتان الضخمة الحبار العملاق من الأعماق، أو فتحت المناخل الضخمة في أفواهها لتصفية العوالق. وقد بنت المخلوقات البحرية منازل على قمة «راندراسيل» تماما مثلما بنت المخلوقات البرية منازل في «إجدراسيل». حيث بنت ثعالب البحر مهودا وتدلت من الأوراق وهي تقلب المحار وقنافذ البحر بمخالبها الأمامية المعقدة. ورقصت الدلافين وغنت، وهي تنقر وتصفر. وصاحت الطيور البحرية التي تحلق بالأعلى واندفعت كالأسهم نحو الماء. وسحبت المياه هنا وهناك بفعل الشمس والقمر. وزحفت أمواج المد والجزر إلى الشواطئ، وامتصت في الخلجان الصغيرة، وانكسرت على هياكل الصخور محدثة رذاذا أبيض يشبه الشرائط، واندفعت بنعومة وارتقت، أو سالت وانعطفت في الدلتا.
كانت «شجرة البحر» تتشبث بقوة بسفح جبل يمتد على عمق سحيق للغاية تحت سطح الماء، بالقدر الذي يمكن أن يبلغه آخر قدر ضئيل من ضوء القمر أو الشمس. كانت هناك أشياء أعمق. كائنات تعيش في الظلام أضاءت أشكالها المطلية، أو رءوسها الشوكية أو اللحمية، كما لو كانت مصابيح لامعة تسبح في عتمة الظلمات. وكائنات تستهدف فريستها بطعم يبرز من مقدمة رأسها، وهي كائنات تسطع عيونها في الظلام المرئي.
عند سفح شجرة العالم «إجدراسيل» يقع بئر «أورد» بمياهها السوداء الساكنة والباردة. وعند سفح شجرة البحر «راندراسيل» توجد ثقوب وأنابيب، يخرج منها البخار وهو يصدر صوت صفير، وتقذف أحجارا منصهرة من جوف الأرض المتوهج المحموم. هنا أيضا، تزحف الديدان في الظلام، وتومض قرون الاستشعار الشفافة للقريدس الشاحب. بينما تجلس الاسكندنافيات الثلاث من «يوتنهايم» على حافة الينبوع ويطعمن «الشجرة» ويسقينها، وكذلك يجلس «إيجير» و«ران» في التيارات التي تدور باتجاه معاكس حول جذور «راندراسيل» القوية. ويعزف «إيجير» الموسيقى بقيثارة وترية ومحارة لؤلئية. وقفت الحيتان والدلافين بلا حركة، ترتشف الأنغام عبر تجاويف الصدى الموجودة في رءوسها. ويكون وقع الأصوات كالزيت على المحيط؛ فهي إما تبعث على هدوء باهت، أو هدوء متلألئ، وترى شفافة من الأعماق، ومثل الشرر من الأعلى. توجد نغمات أخرى تصيب التيارات بالاضطراب، وترسل ألسنة ضخمة من الماء الخوار عاليا، فوق السطح الرقيق مثل علو الشجرة فوق جذورها القوية. تصمد المياه، ذات اللون الأخضر الشفاف والأسود البازلتي، محافظة على ارتفاعها للحظة أبدية ثم تنهار قمتها لأسفل وتغوص في الأعماق مرة أخرى، محدثة رغوة، وزبدا كثيفا، ومليارات من فقاعات الهواء. أما «ران»، زوجة «إيجير»، فتلعب بشبكة ضخمة تلفها حول المخلوقات الميتة والمحتضرة وهي تهوي عبر الأعماق الكثيفة. يقول البعض إن الكائنات التي تعلق في شباكها ليست ميتة ولا محتضرة، ولكنها مفتونة فحسب بصوت التدفق. أما ما تفعله بالعظام وعظام فكوك الحيتان، والجلد والرقاب، فهو أمر مجهول. يقال إنها تغرسها في الرمال، لتطعم الكائنات التي تزحف وتتسلل أسفلها. ويقال إنها تجمع الأجمل بين المخلوقات - حبارا مضيئا، بحارا ذا شعر ذهبي كثيف وعيون زرقاء وقرط لازوردي، ثعبان بحر شاردا - وترتبها في حديقة عشبية، بهدف أن تحظى بمتعة التحديق فيها. أولئك الذين رأوها لا يرون أي شيء آخر، ولا يعودون مرة أخرى كي يصفوها. (4) الإله ما هو إلا إنسان
كانت الطفلة النحيلة في زمن الحرب منشغلة بالسؤال عن كيفية خلق شيء من العدم. طبقا للقصة التي تروى في الكنيسة الحجرية، فإن شخصية تشبه الجد، ولديها استياء تجاه فكرة الافتراض، قد قضت ستة أيام ممتعة في صنع الأشياء؛ السماء والبحر، والشمس والقمر، والأشجار والأعشاب البحرية، والجمل، والحصان، والطاووس، والكلب، والقطة، والدودة، كل المخلوقات التي تعيش على الأرض لتغني له بأصوات مبتهجة، لترتل تمجيداته في الواقع، كما تفعل الملائكة على الدوام. وقد وضع البشر في مكانهم وأمرهم ألا يبرحوه وألا يأكلوا تفاحة إدراك الخير والشر. كانت الطفلة النحيلة تعرف ما يكفي من القصص الخيالية لتدرك أن الغاية من وجود المحظور في أي قصة هو أن يتم خرقه. كان مقدرا للبشر الأوائل أن يأكلوا التفاحة، فانقلب القدر عليهم. كان الجد مسرورا بنفسه. لم تجد الطفلة النحيلة أحدا في هذه القصة لتتعاطف معه. ربما باستثناء الثعبان، الذي لم يطلب أن يستخدم كوسيلة غواية. فكل ما كان يرغب فيه الثعبان ببساطة هو الالتفاف حول نفسه في الأغصان.
ما الذي كان موجودا في البداية في قصص أسجارد؟
في العصر الأول،
كان العدم،
لا رمال ولا بحار،
ولا أمواج باردة؛
لم تكن هناك أرض،
Page inconnue