201

Miséricorde pour les mondes

رحمة للعالمين

Maison d'édition

دار السلام للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Lieu d'édition

الرياض

Genres

وفي المساء حضر محمد بن مسلمة إلى النبي ﷺ وقص عليه حكاية شهادة أخيه فقال النبي ﷺ "لأعطن [أو ليأتين] الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله، يفتح الله عليه" ولما سمع المقاتلون هذا تمنى كل واحد منهم أن يعطى الراية في اليوم التالي. وكانت حراسة الجيش في تلك الليلة في عهدة عمر بن الخطاب، فقبض على يهودي وأتى به إلى رسول الله ﷺ، وكان النبي ﷺ يصلي صلاة التهجد، فلما فرغ من صلاته تحدث إلى اليهودي - فقال اليهودي إن اليهود سيرسلون الليلة نساءهم وأطفالهم إلى حصن الشن (الشق) ويدفنون أموالهم ومحاصيلهم وأمتعتهم في حصن نطاة وإني أعرف ذلك الموضع، وسوف أخبر المسلمين به بعد فتح الحصن، وقال: إن في حصن الشن آلات ومنجنيق وغيرها مما تهدم الحصون وقال إنه سيخبر المسلمين بمواضعها حين يفتح المسلمون القلعة. فأصبح الصباح فطلب النبي ﷺ عليا ﵁، فقالوا له إنه يشكو ألما في عينيه، فحضر علي ﵁ فمسح النبي ﷺ بلعابه المبارك على عينيه ودعا له، فشفي من فوره واختفى احمرار عينيه وزال الألم منهما، وطلب من علي ﵁ أن يذهب للجهاد في سبيل الله، وأن يدعوهم إلى الإسلام أولا. فإن أبوا قاتلهم وقال له: والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. وبدأ علي ﵁ قتال اليهود في قلعة ناعم فخرج رئيس الحصن للمبارزة وكان يدعى مرحب ويقال إنه يساوي في شجاعته ألف مقاتل وحين خرج من الحصن راح يرتجز هذا الشعر قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب أطعن أحيانا وحينا أضرب إذا الليوث أقبلت تحرب (تلهب) فخرج إليه عامر بن الأكوع وهو يرتجز هذا الشعر: قد علمت خيبر أني عامر شاكي السلاح بطل مغامر

1 / 206