Rahman et Shaytan
الرحمن والشيطان: الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية
Genres
حققت المملكة القديمة منجزات في التكنولوجيا والعمارة والفنون لم يتم تجاوزها أو حتى مماثلتها في الفترات اللاحقة، كما تم خلالها تكوين عدد من المفاهيم والمعتقدات الدينية التي بقيت مؤثرة حتى نهاية التاريخ المصري. يتجلى التقدم التكنولوجي، والمفهوم المعماري والأستاتيكي، في أوضح تعبير لهما، بأهرامات الجيزة التي بناها فراعنة الأسرة الرابعة (2600-2500ق.م.)، فلقد أتاحت السلطة المطلقة للملوك تسخيرهم لموارد البلاد وعمالتها الفنية واليدوية من أجل تشييد مقابر لهم، على شكل صروح جبارة ما زالت باقية إلى يوم الناس هذ، وهذه الصروح لم تكن نتاج نزوات فردية بقدر ما كانت نتاجا لأيديولوجيا دينية سائدة في المجتمع، وراسخة في نفوس وعقول كل الشرائح الاجتماعية. فلقد قام المجتمع المصري على مفهوم الملوكية، وكان الملك بمثابة رمز الحياة الدينية والسياسية والاجتماعية بكل فعالياتها. فهو ابن للإله حوروس «أو رع بعد ذلك» من أم ملكية هي الزوجة الرئيسية للملك، حملت به من أشعة الشمس العلوية لا من زوجها الشرعي، ونظرا لوضعه المتميز والاستثنائي هذا، فقد كان متفردا ومستقلا عن بقية أفراد البشر، وفي موقع يسمح له بالتوسط بين السماء والأرض وبين الله والناس، لقد كان النقطة التي يتصل عندها الإلهي بالبشري، وكانت حياته ومماته أيضا بمثابة المحور الذي تدور حوله حياة الجماعة بأكملها، كما كانت موارد المجتمع الاقتصادية وإمكاناته التكنولوجية والفنية موجهة نحو تأمين حياة الملوك على هذه الأرض وضمان رحلتهم الآمنة إلى العالم الآخر. من هنا يعتقد العديد من مؤرخي الحضارة المصرية بأن بناء الأهرام وبقية الصروح الدينية الضخمة، قد تم بدوافع طوعية من قبل المواطنين، وأن الفرعون كان يجزيهم لقاء عملهم أجورا عادلة خلال مواسم العطالة التي كانوا خلالها ينتظرون انحسار فيض النيل عن الأراضي الزراعية.
وفيما يتعلق بالمعتقدات الدينية للمملكة القديمة، فقد حل الإله رع تدريجيا محل الإله حوروس، وصار رئيسا للبانثيون المصري وأبا للآلهة جميعا. ووفق لاهوت كهنة هيليوبوليس (= أون)، المدينة التي كانت مركز الحياة الدينية خلال عصر المملكة القديمة، كان رع أول من ظهر من لجة المياه الأزلية بقواه الذاتية، خالقا نفسه بنفسه، وبعد أن أوجد لنفسه مكانا يقف عليه فوق الماء، قام بتبديد الظلمة والعماء بالنور الذي صدر عنه، ثم أنجب رع شو إله الهواء، وتفنوت إلهة الرطوبة، ومن زواج شو وتفنوت ولدت السماء نوت والأرض جيب، ومن زواج السماء والأرض ولد أربعة آلهة هما أوزوريس وسيت وإيزيس ونفتيس، فتزوج أوزوريس من إيزيس وسيت من نفتيس، ومن بين جميع آلهة المصريين ممن كان كهنة هذه الفترة يعملون على تقصي منشئهم ورسم سير حياتهم، والتوفيق بينهم عن طريق جمعهم في ثواليث وتاسوعات، فقد كان لهذه الآلهة الأربعة، إضافة إلى حوروس الذي صار الآن ابنا لإيزيس وأوزوريس، أن تلعب الدور الأهم في الحياة الروحية المصرية منذ نهايات المملكة القديمة إلى آخر تاريخ مصر القديمة. ورغم أن الإله رع كان بمثابة تجسيد لفكرة الله عند المصريين، إلا أنه كان يتجلى في العالم المادي على هيئة قرص الشمس، فيقطع السماء من مشرقها إلى مغربها ثم يسير ليلا في العالم الأسفل ليشرق ثانية في اليوم التالي. هذا الانبعاث اليومي للشمس هو النموذج الذي يحتذيه الملك عندما يرتقي السماء على أشعة الشمس من قمة الهرم صاعدا إلى أبيه السماوي، هناك يستقبله حشد الآلهة ويقودونه عند المشرق إلى مركبة رع.
على أن هذا المجتمع المستقر الذي أسسه فراعنة الأسرات الأولى، وأكمل بناءه الفراعنة الأوائل لعصر المملكة القديمة، قد أخذ بالتضعضع منذ نهايات حكم الأسرة الرابعة. فلقد ازدادت سلطة كهنة رع على حساب سلطة الملك وأمراء الأسرة الحاكمة، ولدينا من الدلائل ما يشير إلى أن هؤلاء الكهنة صاروا يتدخلون في مسألة على جانب كبير من الأهمية والحساسية بالنسبة لنظام المملكة القديمة، وهي مسألة ولاية العهد ووراثة العرش، وأن العديد من ملوك الأسرة الخامسة كانوا يدينون للكهنة بهذه الوراثة. كما ساعد على تقليص سلطة الملك المطلقة تزايد ثروة البلاد على حساب ثروة الملك، التي كانت تتآكل تدريجيا نتيجة للنفقات الهائلة التي تطلبها بناء الأهرامات والمعابد الضخمة، فلقد كان كل ملك مهتم ببناء هرم جديد له من جهة، وملزم من جهة أخرى بتجديد وصيانة أهرامات أسلافه، إضافة إلى واجباته التقليدية الموروثة التي تلزمه بتقديم هبات للأمراء وكبار النبلاء والأتباع المقربين، تعينهم على بناء وتجهيز مدافنهم الخاصة التي تضمن لهم الخلود الذي وعدهم به الفرعون، كما ساهم في تآكل ثروة القصر الملكي سياسة المنح والإقطاع التي اتبعها الملوك الأوائل من أجل ضمان ولاء حكام المقاطعات.
وقد نجم عن ذلك كله تحول السلطة تدريجيا نحو اللامركزية، واستقلال الأقاليم البعيدة عن العاصمة ودخول حكامها في منازعات دائمة، وكان من أهم نتائج تراخي قبضة السلطة المركزية عن هذه المساحات الواسعة من المملكة انهيار نظام الري وتراجع غلة المواسم الزراعية وانتشار المجاعة، وكذلك انعدام الأمن وغياب سلطة القانون، وهذا ما قاد بدوره إلى تعطيل طرق التجارة المحلية والدولية، ومع نهاية حكم الأسرة السادسة، أخذت القبائل الرعوية تهاجم مصر من حدودها الشمالية الشرقية قادمة من بوادي بلاد الشام، فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث انهارت المملكة القديمة ودخلت البلاد في الفترة التي يدعوها المؤرخون بالفترة الانتقالية أو المعترضة الأولى، التي استمرت من حوالي 2200 إلى حوالي 2040ق.م. بعد ذلك أفلح أول فراعنة الأسرة الثانية عشرة في إعادة توحيد البلاد وفرض سلطته على جميع الأراضي المصرية مبتدئا بذلك فترة المملكة المتوسطة التي دامت حتى غزو الهكسوس عام 1750ق.م.
أحدثت الفترة المعترضة الأولى تغييرات عميقة في المعتقدات الدينية للمصريين، فلقد كان من نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي للأسرة الملكية وزوال هيبتها السياسية أن الملوك فقدوا هالة الألوهية التي كانت تحيط بهم وتجعل منهم صنفا من البشر-الآلهة، وأخذ الناس ينظرون إلى الملك كمجرد حاكم بين حكام الأقاليم، ساعد على ذلك اضطرار بعض الملوك إلى اتخاذ زوجات لهم من خارج نطاق الأسرة المالكة، ومصاهرة النبلاء من ذوي الثروة الكبيرة من أجل دعم الوضع المالي المتردي للقصر الملكي، ومع اهتزاز صورة الملك كممثل للإله الأعلى ونقطة اتصال السماء بالأرض، حصل اهتزاز شامل في القيم الدينية التقليدية ووضعت موضع الشك والتساؤل. فمنذ نهايات حكم الأسرة السادسة ، عندما ترسخت اللامركزية السياسية وأخذ حكام الأقاليم بالاستقلال وبناء قصورهم الخاصة وتنمية ثرواتهم المحلية، لم يعد الفرعون مصدر قوتهم وجاههم وتمكينهم في مناصبهم، ولم يعد بالتالي شفيعهم من أجل الخلود في عالم الآلهة، وبعد أن كانوا يبنون مدافنهم قرب مدفن الفرعون بمعونة من القصر الملكي، راحوا الآن يبنون صروح دفن لهم في مناطقهم فاقت مع الأيام مدافن الملوك، ويسعون لتحصيل الخلود، دون شفاعة الفرعون ووساطته، ولم يمض وقت طويل حتى أخذت كل شرائح الشعب تتطلع إلى الخلود، وإلى حياة سعيدة بصحبة الآلهة في عالم نوراني بعيد عن ألم وشقاء الحياة الأرضية، وبذلك ولدت فكرة الجنة السماوية المعدة للصالحين جميعهم بصرف النظر عن منشئهم الطبقي، وساد ما يمكن تسميته بديمقراطية الخلود، فمنذ هذه الفترة الحالكة من تاريخ الثقافة المصرية، صار الإله الصاعد أوزوريس هو الشفيع الوحيد للموتى، وهو الذي يمسك بمفاتيح العبور إلى العالم الآخر، وصارت عبادته والإخلاص له، إضافة إلى طقوس الدفن الصحيحة واستخدام الصيغ السحرية القديمة، بمثابة بوابة الخلود. ومنذ هذه الفترة أيضا تم ربط الأخلاق بالدين، فإذا كان الفرعون يلتحق بعالم الآلهة بعد موته بسبب نسبه الإلهي، وإذا كان بقية النبلاء والأمراء يلتحقون به جراء شفاعته ووساطته، فإن بقية شرائح الشعب صارت تأمل الآن بالخلود عن طريق إيمانها بإله مخلص وإتيانها لصالح الأعمال في الحياة الدنيا، لقد كان أوزوريس إلها أخلاقيا يحض على الفضائل ويجزي بها ويكره الرذائل ويعاقب عليها. ومع ارتباط الأخلاق بالدين تحولت القطبية الكونية القديمة إلى ثنوية أخلاقية وخضعت ميثولوجيا سيت-حوروس إلى تعديل جوهري من أجل ملاءمتها مع العقيدة الشعبية الجديدة.
لم يكن أوزوريس بالإله الجديد على البانثيون المصري، فلدينا من الدلائل ما يشير إلى كونه إلها للخصب منذ مطلع التاريخ المصري المكتوب، وكما هو حال آلهة الخصب الشرق أوسطية جميعا، فقد كان أوزوريس إلها مات وبعث من الموت في الأزمنة الميثولوجية الأولى، مؤسسا بذلك لدورة الطبيعة السنوية ولموت وبعث الحياة النباتية، ولذا فقد كان المزارعون يحتفلون سنويا بذكرى موته ثم بذكرى قيامته من الأموات، من خلال طقوس قديمة ومتجذرة في العصر النيوليتي. وخلال عصر الأسرات الأولى ، ثم عصر المملكة القديمة، تعايشت عبادة أوزوريس مع عبادة حوروس الصقر السماوي، ثم مع عبادة رع. ولكن ميثولوجيا أوزوريس أخذت تتغير منذ نهايات عصر المملكة القديمة، عندما تحول أوزوريس من إله للخصب إلى إله للموتى وقاض في العالم الآخر.
لا يوجد بين أيدينا نص ميثولوجي مصري مطرد ومتكامل عن أسطورة أوزوريس، لا في حلتها القديمة ولا في حلتها الجديدة، ولكننا نملك العديد من الإشارات والتلميحات إلى هذه الأسطورة، مقتطعة من سياقاتها الميثولوجية الأصلية ومدغمة في سياقات طقسية شعائرية، من هذه الإشارات نعرف أن أوزوريس كان أول ملك على الأرض، وأنه كان حاكما عادلا نشر الأمن والطمأنينة وقاد البشرية الأولى من عصور الفوضى والهمجية إلى عصر من الحضارة والنظام، وقد مات أوزوريس غيلة على يد أخيه التوءم سيت الشرير، الذي كان يحسد أوزوريس ويغار منه أشد الغيرة، وقد قطع سيت جسد أخيه إلى أربع عشرة قطعة ونثرها في أماكن متفرقة من مستنقعات الدلتا، حتى لا يمكن جمعها وبث الحياة فيها، ولكن إيزيس زوجة أوزوريس أفلحت بالتعاون مع ابنها حوروس في العثور على القطع، فجمعتها معا وبثت الحياة في الجثة الميتة وقام الإله من بين الأموات، ولكن أوزوريس قرر مغادرة الأرض والصعود إلى السماء، وهناك رحب به رهط الآلهة وأعطوه سلطة مطلقة على عالم الموت، فصار قاضيا في العالم الأسفل يحاسب الموتى على ما قدمته أيديهم في الحياة الدنيا، يرسل بالمحسن إلى دار البقاء وبالمذنب إلى دار الفناء. أما سيت فقد حول نشاطه العدواني إلى حوروس، الذي ورث عرش أبيه على الأرض وراح يتهيأ للانتقام لأوزوريس. وهنا تحدثنا النصوص الهيروغليفية عن جولات متتالية من صراع الإلهين، كانت تنتهي لصالح هذا أحيانا ولصالح ذاك في أحيان أخرى، ولكن دون التوصل إلى حسم نهائي. وبذلك اتخذت القطبية الكونية القديمة شكلا ثنويا ذا مضامين أخلاقية.
لقد كان الملك المتوفى في عصر المملكة القديمة يدعى أوزوريس، كناية عن التماهي مع الإله الذي قهر الموت وبعث إلى عالم الآلهة، وكانت عبادة أوزوريس موجهة بالدرجة الأولى نحو معونة الفرعون على تحقيق خلوده الفردي. وعندما صارت التعاويذ السحرية التي ترافق دفن الملوك متاحة للنبلاء، وصار بمقدورهم تمويل بناء مدافن صرحية لهم على طريقة الفراعنة، صار كل واحد منهم يتحول إلى أوزوريس في العالم الآخر، ولكن مع صعود الميثولوجيا الأوزورية الجديدة وشيوع عبادة أوزوريس بشكلها الشعبي، صار بإمكان كل متوفى أن يصبح أوزوريسا وينعم بصحبة الآلهة، وذلك بصرف النظر عن وضعه الاجتماعي ومنبته الطبقي، شريطة أن يؤمن بأوزوريس مخلصا، ويسلك سلوكا أخلاقيا خلال الحياة الدنيا، ويحرص على تأمين مدفن له تتوفر فيه الشروط الدنيا الكفيلة براحة روحه، وأداء أهله للطقوس الجنائزية القديمة. إن أهم ما قدمته عبادة أوزوريس بشكلها الشعبي للمعتقدات المصرية، هو التوكيد على عنصر الأخلاق الاجتماعية وربطها بالدين وبمعتقد الخلود. ورغم أن المصريين قد استمروا حتى نهاية تاريخهم يجلون الطقوس القديمة ويؤمنون بالتعاويذ والرقى السحرية، إلا أن الأوزيرية قد رفعت الأخلاق إلى مستوى يعادل في الأهمية ما للطقوس، بل ويزيد عليها.
كانت الأوزيرية عبادة آخروية تركز على النهايات دون كبير عناية بالبدايات. فقد كان المصري حرا لينخرط في أية عبادة، محلية كانت أو ملكية إمبراطورية رسمية، ويؤمن بأي معتقد حول التكوين والأصول والبدايات، ويؤدي ما يشاء من الطقوس لمن يشاء من القوى العليا، ولكنه عند التفكير بالموت والتهيئة لرحلة العالم الآخر كان يلتفت إلى أوزوريس ويؤدي ما يتوجب عليه أداؤه لكي يؤمن مزدلفا آمنا إلى الحياة الثانية. على أن المصري لم يكن لينتظر حلول النهاية لكي يفكر بأوزوريس ويلتفت إليه طالبا عونه، بل إن استعداده للقاء ربه كان شغله الشاغل طيلة حياته، ذلك أن سنوات حياته ووقت مماته معروفة سلفا من قبل أوزوريس، ومدونة لديه في لوح القدر الذي تسجل فيه الآجال ويحدد لكل امرئ نصيبه من الأيام، فهو رب القضاء والقدر والمصائر، المطلع على كل شيء، لا يخفى عليه ما في السماء وما في الأرض. وإلى جانب لوح القدر، فإن أوزوريس كان يحتفظ بسجل آخر يدعى سجل المصائر، تدون فيه أعمال البشر جميعهم، ويشرف عليه إلهان هما تحوث وسيشيتا اللذان يحصيان الأعمال الصالحة والطالحة لكل إنسان ويحفظانها إلى يوم الحساب، الذي يرى فيه كل واحد أعماله عندما يقف في حضرة ربه أمام الميزان في قاعة العدالة.
عندما يفلح الميت في عبور المفازات المرعبة التي تفصل عالم الأحياء عن عالم الأموات، وذلك بفضل الرقى السحرية التي أودعت في مدفنه من أجل استخدامها لهذه الغاية، يلقاه الإله حوروس، أو الإله أنوبيس الذي يحمل رأس ابن آوى (وهو إله المدافن وراعي التحنيط) فيقوده من يده ويدخله إلى قاعة العدالة المزدوجة، وهي قاعة فسيحة يتصدرها الإله أوزوريس جالسا على عرشه، ووراءه الإلهتان إيزيس ونفتيس في وضعية الوقوف، أمام أوزوريس وباتجاه وسط القاعة هنالك ميزان كبير منصوب يقف قربه الإله تحوث إله الحكمة والكتابة في هيئة القرد، وأمامه عن الجهة الأخرى للميزان يقف الوحش عم-ميت آكل الموتى متحفزا للانقضاض على الميت والتهامه إذا ثبتت إدانته، وعلى طول جدار القاعة يصطف آلهة الأقاليم المصرية وعددهم اثنان وأربعون، ولدى مرور الميت أمام هؤلاء يعلن أمام كل منهم براءته من إحدى الخطايا التي يكرهها أوزوريس، وهكذا حتى ينتهي من إعلان براءته من اثنتين وأربعين خطيئة، يوردها كتاب الموتى وفق الترتيب الآتي:
Page inconnue