Voyages dans l'espace: Un bref historique
رحلات الفضاء: تاريخ موجز
Genres
2
يسرت القوات المسلحة الأمريكية، ثم بعدها بفترة وجيزة نظيرتها في الاتحاد السوفييتي، وبريطانيا، وكندا، وغيرها من الدول؛ تجارب الصواريخ لأنهم أرادوا فهم البيئة التي تعمل بها الطائرات العالية السرعة والصواريخ الموجهة، ولأن ذلك سيلقي الضوء على كيفية تفاعل الأيونوسفير - طبقات الغلاف الجوي العليا المحملة بالجزيئات المشحونة - مع النشاط الشمسي. يعكس الأيونوسفير موجات الراديو، التي أصبحت مهمة للتواصل والدفاع. ركز سباق التسلح أثناء الحرب الباردة على الاهتمام بالمناطق القطبية، لا سيما وأن علم الجغرافيا قرر أن الحرب النووية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي ستشن جزئيا على القطب الشمالي. وحتى قبل أن ينفد مخزون الأمريكان من صواريخ «في-2» في بداية الخمسينيات من القرن العشرين، شرع معمل أبحاث البحرية ومختبر الفيزياء التطبيقية وغيرهما من المؤسسات في العمل على تطوير صواريخ تجارب أرخص مثل «فايكينج» و«إيروبي». مع احتدام الحرب الباردة، امتدت تجربة الصواريخ إلى السفن في البحر والمناطق القطبية، وخصوصا أثناء السنة الجيوفيزيائية الدولية في 1957 / 1958، مما أدى بدوره إلى أقمار صناعية تستطيع وضع معدات علمية في الفضاء لفترات طويلة، وليس فقط لدقائق معدودة.
من بين علماء صواريخ «في-2» الأوائل الفيزيائي جيمس فان آلان، الذي كان يعمل وقتها في مختبر الفيزياء التطبيقية، ولاحقا في جامعة آيوا. تشي سيرته المهنية بعد الحرب بأصول علوم الفضاء ونشوئها. واصل اهتمامه برفع المعدات لرصد «الأشعة الكونية» - أنوية ذرية عالية السرعة منشؤها الفضاء وقد اكتشفت لأول مرة في 1911 - من «في-2»، إلى صواريخ التجارب الصغيرة التي مولها الجيش، إلى الأقمار الصناعية الأولى «إكسبلورر» و«فانجارد». وساعد في إنشاء صاروخ التجارب «إيروبي»، الذي طور عن صاروخ التجارب «دابليو إيه سي كوربورال» الذي أنشأه مختبر الدفع النفاث وأطلق لأول مرة في أواخر 1945. وفي حفل عشاء أقيم في منزل فان آلان في سيلفر سبرينج بماريلاند عام 1950، أطلقت شرارة إنشاء مشروع السنة الجيوفيزيائية الدولية الذي يتزامن مع أعلى نشاط شمسي يحدث كل أحد عشر عاما. وقد اكتشف فان آلن من خلال تجارب الأشعة الكونية الخاصة به على متن القمر الصناعي «إكسبلورر 1» و«إكسبلورر 3» في 1958 بروتونات وإلكترونات من الشمس محبوسة بسبب الحقل المغناطيسي للأرض. وكونت هذه منطقتين كثيفتي الإشعاع أطلق عليهما بعدئذ «حزاما فان آلان». واستمر في العمل ليصبح باحثا أساسيا في تجارب الجسيمات والحقول على متن العديد من مركبات الفضاء المرسلة إلى مدار الأرض، والفضاء بين الكواكب، والكواكب.
3
لم يكن فان آلان فذا، على الرغم من أن مهنته كانت مهمة على نحو خاص. بدأ الفيزيائيون والكيميائيون والمهندسون، بتمويل من القوات المسلحة لبلدان عديدة قبل 1958، في بناء بنية تحتية مؤسسية سواء قومية أو دولية، لإجراء التجارب العلمية في الفضاء أو عنه. في السنوات الأولى لسباق الفضاء، كان الأيونوسفير والشفق القطبي (أضواء شمالية وجنوبية)، والبيئة القريبة من الأرض هي الموضوعات الأهم للدراسة، بهدف فهم تفاعل الجزيئات الشمسية والإشعاع مع الطبقات العليا لغلافنا الجوي وغلافنا المغناطيسي (المنطقة من الفضاء التي يؤثر فيها الحقل المغناطيسي للأرض). ومولت وكالة ناسا وأكاديمية العلوم السوفييتية مؤسسات جديدة وتجارب جديدة، وكانت أيضا نقطة البدء في برنامج ناسا للتعاون الدولي مع بريطانيا وكندا وأوروبا الغربية والهند وغيرها من الدول. ومن هذه الجهود برز علم الفيزياء الفضائي، الذي سمي مؤخرا الفيزياء الشمسية، والذي يدرس التأثير المسيطر للشمس على البيئة بين الكواكب والفضاء القريب من الأرض.
السباق إلى القمر والكواكب
كما ذكرت في الفصل الثاني، كان أول قمرين من أقمار «سبوتنيك» الصناعية ثمرة لسباق القمر ونجم عنهما تفوق السوفييت ثلاث مرات على الأمريكان في 1959: الحوم بالقرب من القمر، والهبوط عليه، ثم تصوير الجانب البعيد منه. وفيما يتعلق بالعلم والاستكشاف، كانت الثالثة هي الأهم، حيث إن الصور التليفزيونية المنخفضة الدقة التي أنتجها «لونا 3» لم تظهر تقريبا أي سهول لافا مظلمة ومستوية مثل تلك التي تكون معظم الجانب المواجه للأرض. فشلت برامج «بيونير» الأمريكية المنافسة كبعثات للقمر، ولكن ثلاث مركبات فضاء مبكرة أرسلت بيانات فيزيائية فضائية على مسافات قياسية تصل إلى عشرات الآلاف، بل مئات الآلاف من الأميال.
انخرطت القوتان العظميان على الفور في سباق مكانة للوصول إلى أقرب الكواكب، الزهرة والمريخ. وهنا انعكس نمط النجاح؛ فكل مركبات الفضاء السوفييتية، التي بلغ عددها تسع عشرة مركبة، التي أطلقت قبل 1966 سقطت ضحية لأعطال أو مشاكل في المعززات الصاروخية أثناء رحلاتها التي تستغرق شهورا للوصول إلى أهدافها. أما مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، الذي حمل على عاتقه دور المركز الرئيسي الأمريكي لرحلات القمر والكواكب، فقد نجح في محاولتين من أربع محاولات؛ إذ حلق بالقرب من الزهرة في ديسمبر 1962، والمريخ في يوليو 1965. وأكدت تجربة «مارينر 2» الوحيدة أن سطح كوكب الزهرة المغلف بالسحب كان ساخنا لدرجة تذيب الرصاص، ومن ثم فهو غير مأهول. وأعربت الصور الإحدى والعشرون التي التقطها «مارينر 4» عن أن كوكب المريخ كان أقل غرابة، ولكنه لا يزال يبدو مليئا بفوهات البراكين، مثله في ذلك مثل القمر، ومن الصعب العيش فيه. كانت كلتا البعثتين ضربتين قاسيتين مبكرتين للأمل في اكتشاف حياة خارج نطاق كوكب الأرض، على الأقل بأشكال أبسط. لقد كان أكثر ما يثير المواطنين العاديين في دعم استكشاف الكواكب، بصرف النظر عن مكانة دولتهم في سباق القوى العظمى، هو إمكانية وجود حياة على أحدها.
4
في ظل تسارع سباق القمر المأهول، استثمرت كلتا القوتين في بعثات لتحديد خصائص سطح القمر واختيار مواقع الهبوط الممكنة. وأصبحت الأولوية لاستكشاف إمكانية الهبوط، على حساب العلم، خصوصا في الولايات المتحدة، حيث أحبطت سياسة ناسا الكثير من العلماء. وأجرت البعثات المبكرة لمركبة الفضاء «رينجر» التابعة لمختبر الدفع النفاث المزيد من التجارب، بما فيها كرة مغلفة بخشب البالسا «للهبوط القاسي» لمقياس زلازل على سطح القمر. ولكن فشل خمس بعثات متتالية أدى إلى تحقيق الكونجرس مع مختبر الدفع النفاث وإلى اتخاذ قرار بالتركيز على نقل صور للسطح في طريق التصادم. ثم فشلت مركبة الفضاء المبسطة مرة أخرى. وأخيرا، في يوليو 1964، حظيت الولايات المتحدة بأول نجاح لها في مهمة قمرية على متن «رينجر 7»، وتلت ذلك مهمتان أخريان على متن مركبتي «رينجر» أيضا في بداية 1965. كذلك أسقطت ناسا معظم تجاربها من مركبة الهبوط القمري «سيرفيور»، التي نجحت أخيرا، بعد تأخير طويل، في ملامسة القمر لأول مرة في يونيو 1966. ولكن تفوقت عليها مركبة الفضاء السوفييتية «لونا 9»، التي نجحت في الهبوط في فبراير. وأوضحت كلتا البعثتين أن سهول اللافا على الأقل قادرة على تحمل ثقل مركبة فضاء ضخمة، ودحضتا نظرية أن يكون السطح مدفونا تحت قدم واحد من المسحوق الناعم.
Page inconnue