وقال أبو بكر الخلال في كتاب السنة: حدثنا الحسن بن ثَوَاب المُخَرَّمِي قال: سألت أحمد بن حنبل، عن أحمد بن أبي دواد، فقال: كافر بالله العظيم. وحدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي قال: سمعت بشر ابن الوليد يقول: استُتيب أحمد بن أبي دُوَاد من القول بخلق القرآن ثلاث مرات، يتوب ثم يرجع. وحدثنا محمد بن أبي هارون، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئ، قال: حضرت العيد مع أحمد بن حنبل، فإذا بقاصٍّ يقول: عَلي ابن أبي دُوَاد لعنةُ الله، وَحَشَا الله قبرَه نارًا، فقال أحمد بن حنبل: ما أنفعهم للعامة.
وقال أبو الهذيل العلاّف: دخلت على القاضي ابن أبي دُوَاد، ومروان بن أبي حفصة ينشده:
فقل للفاخرين على نزارٍ ... ومنها خِنْدفٌ وبنو إيادِ
رسول الله والخلفاء منّا ... ومنّا أحمد بن أبي دُوَاد
فقال لي: كيف تسمع يا أبا الهذيل؟ فقلت: هو يضع الهناء موضع النًّقْب.
ولما سمع أبو هفَّان شعر مروان، ناقضه فقال:
فقل للفاخرين على نزارٍ ... وهم في الأرض ساداتُ العبادِ
رسولُ الله والخلفاءُ منا ... ونبرأ من دَعِي بني إيادِ
وما منا إيادٌ إن أقرت ... بدعوة أحمد بن أبي دوادِ
فلما بلغ الخبر أحمد بن أبي دُوَاد قال: ما بلغ مني أحد ما بلغ مني هذا الغلام، ولولا أني أكره أن أنبه عليه لعاقبته، جاء إلى مَنقبةٍ لي فَنقضها عُروة عُروة.
وذكر أبو بكر بن دريد في فوائده قال: قال الحسن بن الخضر: كان ابن أبي دُوَاد مَأْلفًا لأهل الأدب من أي بلد كانوا، وكان قد ضم إليه جماعة منهم، فلما مات اجتمع ببابه من حضر منهم، فقالوا: يدفن من كان على ساقة الكرم،
1 / 52