ذكر مَن اسمه أحمد
أحمد بن إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن يزيد ابن درهم البصري الأصل، أبو عثمان البغدادي، المالكي، من المائةِ الرابعة. ولد سنة خمس وسبعين ومائتين، وولاه أخوه هارون، لما ولي قضاء مصر من قِبَل الخليفة،
خلافَته بمصر، فَقدِمها بنفسه. فأمر إن كان أرسل إلى عبد الرحمن بن إسحاق الجوهري، أن يسلم القضاء، ثم قدم أبو عثمان فتسلمه لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وثلاثمائة فتسلم القضاء من عبد الرحمن بن إسحاق الجوهري، ونزل من الغد إلى الجامع في السَّواد فقٌرئ عهدُه من قبل أخيه، وعهدُ أخيه من قبل الخليفة، وأمير مصر يومئذ تَكِين، وأكرمه من أجل أهله. وكان أبوه يومئذ في قيد الحياة وأمه بنت القاضي إسماعيل ابن إسحاق المشهور. وقريبه أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب قاضي القضاة ببغداد. فنظر أبو عثمان من الأحكام والأحباس والمواريث. وكان قليل الكلام كثيرَ الحياء جميلَ الصورة.
فحكم ابن زولاق عن أبي بكر بن الحداد قال: كان أبو عثمان إذا جاء إلي دار تكين أمير مصر، نزل في موضع دون الموضع الذي كان ينزل فيه أبو عبيد، فتكلم معي في ذلك، فتكلمت مع تكين. فقال لي: إذا قدم أخوه هارون أين ينزل؟ ثم قال له: أتريد أن ينزل موضع أبي عبيد؟ قال: نعم. قال: لا ولا كرامة، ولو كان أبو عمر. قال: فشكا إلى أبي عثمان ذلك. فقلت لا تعُد تتكلم بعد هذا في شيء من هذا. قال: وسرتني معرفة تكين بقدر القاضي أبي عبيد.
قال ابن زولاق: وحدث أبو عثمان بمصر عن جدّه إسماعيل بن إسحاق، وإبراهيم الحربي، ويوسف بن يعقوب، ومحمد بن يحيى المروزي، وبهلول ابن إسحاق وغيرهم.
وأقام على قضاء مصر إلى ذي الحجة سنة ست عشرة وثلاثمائة.
1 / 39