211

Lever le fardeau des juges d'Égypte

رفع الاصر عن قضاة مصر

Enquêteur

الدكتور علي محمد عمر

Maison d'édition

مكتبة الخانجي

Édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Lieu d'édition

القاهرة

روى عنه أبو بكر ابن المُقْرِي والطبراني. وولي قضاء مصر بعد صرف إبراهيم بن محمد الكُرَيْزي خلافة عن هارون بن إبراهيم بن حماد، بعد صرف أبي يحيى بن مكرم. فورد الكتاب من هارون إلى أبي علي الصغير، واسمه أحمد ابن علي بن الحسين، وعلي بن علي الجوهري، فتسلما ذلك من الكريزي، ونظرا في الأمور. ثم استقل عبد الرحمن بن إسحاق، فإنه كتب إلى هارون بذلك يسأله إقراره، فأجاب سؤاله، وارتفعت يد أبي عليّ الصغير، واستقل الصغير بالنظر في الصدقات.
وقال ابن يونس: تسلّم القضاء لأحمد بن إبراهيم بن حماد نحو سنة، إلى أن قدم ابن حماد.
فهذا يدل على أن ولايته من قبل أحمد، ولا من قبل أخيه هارون. وكان أحمد من قبل هارون. فعلى هذا يكون عبد الرحمن نائب نائب القاضي. وظاهر كلام غيره، أنه إنما ناب عن هارون، ثم استناب هارون أخاه أحمد.
قال ابن زولاق: كان عبد الرحمن بن إسحاق عاقلًا فقيهًا حاسيًا فهمًا، له في الحساب تصنيف وافر، ولم يترك حلقته التي كان يشغِل فيها في الجامع، بل كان يروح كل ليلة. وكان ينفد له بضاعة صوف إلى مكة في كل سنة، وكان عفيفًا. ويقال إن المودع بقي فيه ثمانون ألف دينار مما كان أبو عبيد خلفه فيه وطال العهد بها، ولم يأتِ لها طالب. فلم يتعرض لها عبد الرحمن، حتى جاء الذي بعده فَذِابَت كلها في النفقات والصِّلات والهِبات.
وكان عبد الرحمن يتأدب مع الطحاوي جدًا، بحيث لا يركب حتى يركب، ويقول: هو عالمِنا وقُدوتنا، ويقول: هو أسَنُّ مني بإحدى عشرة سنة. والقضاء أقل من أن أفتخر به على أبي جعفر.
وكان ابن الفرات الوزير، غضب من صرف الكريزي، ففوض نظر الأحباس لعلي بن أبي بكر وأفردها على القاضي.
ولم يزل عبد الرحمن ينظر في الحكم إلى ربيع الآخر سنة أربع عشرة. فكانت مدة ولايته سنة واحدة وشهرين. وعاش بعد ذلك إلى سنة عشرين وثلاثمائة.

1 / 213