( الثامن)، منها: تعبيره بالماضي في:"جئتني يا عباس" فإنه مشعر بأنه مجيء متقدم عن هذا المجيء الذي وقع فيه الخصام.
(التاسع) استيفاء عمر لأمر الفيء من أول أمره، وذكر ما كان يصنعه فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وغير ذلك وذكر مجيئهما إليه يسألانه، أي إبلاغ أبي بكر بعد ذكر جميع ما وقع قبل مجيئهما هذه المرة التي هي مرة الخصام.
إذا عرفت ما سقناه من الأدلة، الدالة على أن هذا أقرب التأويل، وأنه يجب المصير إليه،وعرفت كم بينه وبين تأويل ابن حجر الحافظ بقوله:"إنما عبر بذلك لبيان قسمة الميراث" فإن ذلك في نهاية البعد والبطلان.
والحاصل أنه يستفاد من مجموع الروايات أن الوصي وعمه رضي الله عنهما وصلا إلى عمر ثلاث مرات:
(الأولى) في حياة أبي بكر ليبلغه مطلوبهما.
(والثانية) حين بدا لعمر أن يدفع إليهما صدقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويوليهما أمرهما والتصرف فيها ولاية مشتركة بينهما، مع أنه يحتمل أنهما هذه المرة ما وصلا إليه بأنفسهما بل استدعاهما أونحوه.
(والثالثة) هذا المجيء المذكور في القصة مجيء الاختصام، وأنهما يطلبان منه أن يجعل ولاية الصدقة بينهما على جهة استقلال كل واحد بولاية ما هو إليه، وأن يقسمها بينهما فامتنع عمر من ذلك قائلا: "لا أوقع عليهما اسم القسمة، أدعه على ما هو عليه".
Page 47