[ز ١] بابٌ في أصولٍ ينبغي تقديمها
الأصل الأول
حجج الحقِّ شريفةٌ عزيزةٌ كريمةٌ
ليست كالهَلُوك (^١) تعرض نفسها، ولا كأمِّ خارجة ــ يُقال لها: خِطْبٌ، فتقول: نِكْحٌ ــ (^٢)، ولا كميٍّ في وقاحتها ولجاجها؛ إذ قال صاحبها (^٣):
على وجهِ مَيٍّ مسحةٌ من مَلاحةٍ ... وتحت الثياب العارُ لو كان باديا
فكشفت ثيابها، وقالت: هل ترى عارًا؟
وإنما شأنها أن تدعو الناس إلى طلبها، فمن جدَّ في طلبها وبذل وسعه في التقرُّب منها، ولم يكن له هوًى في سواها، أو كان له ولكنه يؤثرها على ما عداها، كشفت عن وجهها وعرَّفته بنفسها؛ ومن فسد طبعه فلم يُعْنَ بشأنها أو قعدت به همَّته عن الجهاد في سبيل الوصول إليها قالت له (^٤):
دَعِ المكارم لا ترحل لبُغيتها ... واقعد فإنَّك أنت الطاعم الكاسي
ومَن حمله الجهل بها والغرام بغيرها على أن يعيبها وينفر عنها ازدادت