وكذلك قوله بأن الأحبار العلماء زعموا بأن الله كان يخاطبهم في كل مسألة ومسألة فتشنيع منه، لأن هذا خبر لم يرد إلا في قضية واحدة، قيل: إنهم سمعوا صوت يرجح رأي الشيعتين المختلفتين من فضلاء بني إسرائيل وصلحائهم، وهذا قول غير مستبعد في كرامات الصالحين التي قد جرت العوائد بها. وأما ما توهمه من قول [الله] لبني إسرائيل: مأكولا تمتاروا منهم بفضة وتأكلوا وماء تبتاعوا منهم بفضة وتشربوا، أنه أجاز لنا مأكولهم، فليس بصحيح، لأن هذا المأكول إشارة إلى غلة الحب الغير مصطنعة لا إلى الذبائح والطبائخ، كما جرت عادة سكان البر، إذا عبروا في أطراف البلاد، أن يمتاروا الغلات ويؤدوا حق شرب ماء الآبار. وأما باقي ما ذكره في هذا الفصل من التبديع بأهل التدين والتفقه، إذا أقبل أحدهم إلى مدينة غريبة، فما من عاقل ينظر فيه
Page inconnue