Réfutation des zindiqs et des jahmites
الرد على الزنادقة والجهمية
Chercheur
صبري بن سلامة شاهين
Maison d'édition
دار الثبات للنشر والتوزيع
Numéro d'édition
الأولى
الرد على الجهمية في قولهم: إنها تنتظر الثواب
...
فقالوا: إنما تنتظر الثواب من ربها١.
_________
١ قال ابن بطة ﵀ في كتاب الإبانة "٧٢/٣-٧٤":
وقالت الجهمية: إنما معنى قوله: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٣] إنما أراد بذلك الانتظار. فخالفت في ذلك بهذا التأويل جميع لغات العرب، وما يعرفه الفصحاء من كلامها؛ لأن القرآن إنما نزل بلسان العرب، قال الله تعالى: ﴿وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ [النحل: ١٠٣]، وقال: ﴿قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ﴾ [الزمر: ٢٨] فليس يجوز عند أحدٌ ممن يعرف لغات العرب وكلامها أن يكون معنى قوله: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ الانتظار.
ألا ترى أنه لا يقول أحد: إني أنظر إليك يعني: أنتظرك إنما يقول: أنتظرك، فإذا دخل في الكلام: إلى، فليس يجوز أن يعني به غير النظر، يقول: أنظر إليك، وكذلك قوله: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ ولو أراد الانتظار لقال: لربها منتظرة، ولربها ناظرة.
وذلك كله واضح بين عند أهل العلم ممن وهب الله له علمًا في كتابه وبصرًا في دينه.
ثم قال ﵀: سمعت أبا بكر بن الأنباري النحوي يقول في قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ ولو كان بمعنى منتظرة ما جاز أن تكون ناضرة؛ لأن المنتظر على وجهه الحزن؛ لأنه متوقع شيئًالم يحصل له، والناضرة مسفرة مشرقة ضاحكة مستبشرة.
ووجه آخر: أنه لو أراد بالناظرة: منتظرة، كان يقول: لربها ناظرة، ولم يقل: إلى ربها ناظرة.
وقال ابن منده في الرد على الجهمية "ص: ١٠٢":
أجمع أهل التأويل كابن عباس وغيره من الصحابة، ومن التابعين محمد بن كعب وعبد الرحمن بن سابط والحسن بن أبي الحسن وعكرمة وأبو صالح وسعيد بن جبير وغيرهم أن معناه: إلى وجه ربها ناظرة. والآخرون نحو معناه، ومن روى عنه أن معناه: أنها تنتظر الثواب. فقول شاذ لا يثبت.
وقال الدارمي في رده على المريسي الجهمي العنيد "٣٦٧/١، ٣٦٨":
1 / 130