Réfutation des suspicions de ceux qui cherchent de l'aide en dehors d'Allah

Ahmad Ibrahim Cisa d. 1327 AH
78

Réfutation des suspicions de ceux qui cherchent de l'aide en dehors d'Allah

الرد على شبهات المستعينين بغير الله

Maison d'édition

مطبعة دار طيبة-الرياض

Numéro d'édition

١٤٠٩_١٩٨٩م

Lieu d'édition

السويدي

يستدل بكلامه على نقيض ما أمر به!؟. فأما حديث "إذا انفلتت دابة أحدكم" إلى آخره، فالجواب عنه من وجهين: أحدهما: أنه لا يصح عن رسول الله ﷺ، فإنه من رواية معروف بن حسان، وهو منكر الحديث، قاله ابن عدي. الوجه الثاني: أن يقال: على تقدير صحته، معناه: أن الإنسان إذا انفلتت دابته، وعجز عنها، فقد جعل الله عبادا من الملائكة، أو صالحي الجن، أو ممن لا يعلمه من جنده سواه ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ [المدثر-٣١] فإن هؤلاء عباد الله أحياء حاضرون، قد جعل الله لهم قدرة على ذلك كما جعل للإنس، فهذا كما إذا انفلتت دابة الإنسان فنادى أحد رفقته يا فلان رد الدابة، فلا بأس بهذا. ويدل على هذا ما رواه البزار من حديث ابن عباس١ أن رسول الله ﷺ قال: "إن لله في الأرض ملائكة سوى الحفظة، يكتبون ما سقط من ورق، فإذا أصاب أحدكم شيء بأرض فلاة، فليناد: أعينوني"، فأين هذا من الاستغاثة بأهل القبور لو كانوا يعقلون. وأما حديث الأعمى فنذكر بحول الله وقوته عنه من صواب الجواب، ما يتبين به الحق ويزول الارتياب، فنقول:

١ في المطبوعتين: (من حديث ابن علي) .

1 / 85