Réfutation des Anthropomorphistes

Al-Jahiz d. 255 AH
1

Réfutation des Anthropomorphistes

رسائل الجاحظ

Chercheur

عبد السلام محمد هارون

Maison d'édition

مكتبة الخانجي، القاهرة

Année de publication

1384 ه - 1964 م

11- من كتابه في الرد على المشبهة

فصل من صدر كتابه في الرد على المشبهة

أما بعد، فقد اختلف أهل الصلاة في معنى التوحيد، وإن كانوا قد أجمعوا على انتحال اسمه. فليس يكون كل من انتحل اسم التوحيد موحدا إذا جعل الواحد ذا أجزاء، وشبهه بشيء ذي أجزاء.

ولو أن زاعما زعم أن أحدا لا يكون مشبها وإن زعم أن الله يرى بالعيون، ويوجد ببعض الحواس، حتى يزعم أنه يرى كما يرى الإنسان، ويدرك كما تدرك الألوان كان كمن قال: لا يكون العبد لله مكذبا، وإن زعم أنه يقول ما لا يفعل، حتى يزعم أنه يكذب. ولا يكون العبد لله مجورا، وإن زعم أنه يعذب من لم يعطه السبب الذي به ينال طاعته، حتى يزعم أنه يجور.

Page 5