فإن قال: فأراد الله أن يخلقه ؟ فيقال: نعم. فإن قال: فقد أراد الله الزنا ؟! يقال: إن ولد الزنا غير الزنا، والله لم يغضب من ولد الزنا، وإنما غضب من الزنا، وكذلك لم ينه الزاني عن الولد، وإنما نهاه عن الزنا، فما نهى الله عنه فليس من الله، وما لم يرده فليس منه.
فإن قال: فيكون ولد إذا لم يزن الزاني ؟
يقال له: يكون الولد بأن يتزوج، فيكون الولد على غير الزنا.
فإن قال : الولد الذي بعد الزنا كان يكون إلا من الزنا ؟ يقال له: قد أخبرناك أن الولد لم يكن من الزنا، وإنما كان لأن الله خلقه. فإن قال: فلو لم يزن الزاني، كان الله يخلقه ؟! يقال: لا ندري بعد، الله كان يخلقه ولو ولم يزن، كأن يتزوج.
فإن قال: أرأيتك إذا زعمت أن الله أراد أن يخلق ولد الزنا ولم يرد الزاني يزني، كيف يكون ذلك ؟ يقال له: مثل ذلك: رجل اغتصب أرض رجل، فبذر فيها، وأراد الله أن ينبته، فالله هو أراد أن ينبت الزرع، ولم يرد الرجل أن يبذر في أرض غيره.
فإن قال: فما معنى هذا ؟ يقال له: مثل ذلك: رجل زنى وسرق فأراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقطعه وأن يجلده ولم يرد أن يسرق ولا يزني، فإن كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقطعه ولا يجلده حتى يسرق ويزني، فكذلك لم يرد الزنا، وإن كان الولد لا يكون إلا بعد الزنا.
تم الكلام والحمد لله ولي الأنعام. وصلى الله على رسوله محمد وآله الكرام، وحسبي الله وحده وكفى، ونعم الوكيل.
Page 381